يبدو أن موقف روسيا الداعم للدول العربية في موضوع الجزر المتنازع عليها بين إيران والإمارات أثار استياءً لدى وسائل إعلام النظام الإيراني التي اعتبرت هذا الموقف الروسي بأنه "طعنة من الخلف"، مشيرة إلى أن روسيا هي الأخرى تسلك طريقة الصين في تجاهل ما تعتبره طهران مصالحها وحقوقها.
الصحف الصادرة اليوم، الأربعاء 12 يوليو (تموز)، علقت على نطاق واسع على البيان الختامي للاجتماع الوزاري المشترك السادس للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا، والذي دعا إلى التوصل لحل سلمي لقضية الجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، وفقا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لحل هذه القضية وفقا للشرعية الدولية.
صحيفة "أرمان ملي" الإصلاحية دعت إلى موقف أكثر صلابة تجاه موسكو بعد هذا القرار، وقالت في عنوانها الرئيسي: "على إيران اتخاذ موقف هجومي"، فيما اعتبرت صحيفة "خراسان"، وهي صحيفة أصولية مقربة من الحكومة، هذا الموقف من جانب روسيا بأنه "جفاء" تجاه إيران.
في شأن منفصل علقت بعض الصحف على الزيارة التي بدأها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى عدد من الدول الإفريقية، مؤكدة أن الدول الإفريقية في وضع صناعي مزر، وأنه لن يكون هناك أي عوائد من هذه الزيارات سوى أنها محاولة من السلطات إظهار أن لها نشاطا دبلوماسيا، مشددة على أنه لا ينبغي تجاهل الحقائق ومعالجة المشكلات الرئيسية، وعلى رأسها أزمة العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.
في موضوع آخر تطرقت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى أرقام وإحصاءات الهجرة- لا سيما الهجرة بين الأطباء- وقالت إن العام الماضي وحده شهدة هجرة 160 متخصص قلب من إيران، مؤكدة أن الخسائر على البلاد جمة بسبب هجرة هؤلاء المتخصصين.
وأضافت أن الهجرة امتدت إلى الطلبة والتلاميذ، وأن مكاتب الهجرة تمتلك قوائم طويلة من الأشخاص الراغبين في مغادرة البلاد والعيش في دول أخرى.
أما "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، فتجاهلت هذه الحالات الخطيرة وزعمت أن إيران أصبحت قطبا للسياحة الطبية، وقالت إنه وبسبب النمو العملي المتزايد في البلاد فإن قرابة مليون و200 ألف سائح زاروا إيران للعلاج العام الماضي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": فشل إيران ونجاح الدول العربية في الحفاظ على التوازن في العلاقات الخارجية
قال الباحث والناشط الإصلاحي، أحمد زيد آبادي، أن موقف روسيا الداعم لدول مجلس التعاون الخليجي في قضية الجزر الثلاث يؤكد فشل إيران في بناء علاقات خارجية متوازنة، في الوقت نفسه يثبت أن الدول العربية- التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع الغرب- استطاعت الحفاظ على هذا التوازن، وأن موقف روسيا الداعم للمواقف العربية يؤكد ذلك.
وأضاف الكاتب في مقاله بصحيفة "هم ميهن" أن نظام الجمهورية الإسلامية بنى مشروعيته على فكرة "العداء الدائم" مع الغرب، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية، وأنه يستميت في الدفاع عن هذا النهج ليظهر بموقف القوي أمام شريحته الشعبية المحدودة واحتكار السلطة بيد تيار خاص، منوها إلى أن هذه السياسات تتعارض مع المصالح الوطنية الكبرى.
"شرق": روسيا في حاجة ماسة لتعزيز علاقتها مع الدول الخليجية
وفي مقابلة مع صحيفة "شرق" قال المحلل السياسي، أمير مهدي ذكايي، إن روسيا في حاجة ماسة إلى تعزيز علاقاتها مع الدول العربية، ولن تقيد موسكو نفسها بالعلاقات السياسية والدبلوماسية مع طهران، لأنها تدرك أن العلاقات بين إيران وروسيا- باعتبارهما بلدين خاضعين للعقوبات الاقتصادية- لن تكون ذات عوائد كثيرة.
وأضاف الكاتب أنه من البديهي أن يوافق الروس على بيان مثل الذي صدر يوم الاثنين في موسكو، والتي استضافت اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا تحت عنوان "الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي".
كما قال ذكائي أن روسيا تريد من هذه التحركات إنهاء عزلتها الدولية بعد حربها على أوكرانيا، ومن جانب آخر تسعى لتعزيز علاقاتها التجارية مع الدول المختلفة.
وأوضح أنه وبسبب "المشكلات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية في إيران فإن طهران حاليا لا تملك القدرة اللازمة على الرد، وإن روسيا تدرك الواقع الإيراني وهذا ما دفعها للتوقيع على بيان من هذا النوع".
وختم الكاتب أن روسيا لن تكون يوما حليفا استراتيجيا ولا شريكا موثقا بالنسبة لإيران، وعلى المسؤولين في طهران العمل وفقا لذلك.
"توسعه إيراني": 57 في المائة من الإيرانيين يعانون سوء التغذية
تطرقت صحيفة "توسعه إيراني" إلى نسب الفقر وسوء التغذية في إيران، وقالت إن 57 في المائة من الإيرانيين يعانون من سوء التغذية، وأن أكثرية الإيرانيين لا يحصلون على السعرات الحرارية المطلوبة والمقدرة بـ2100 وحدة يوميا.
وأضافت الصحيفة أن من هذه الأعداد هناك 14 مليونا و500 ألف طفل يعانون من سوء التغذية.
"جهان صنعت": الفقر في إيران بات خارجا عن السيطرة
قالت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية إن الفقر في إيران بات خارجا عن السيطرة، وأنه سيخلق مشكلات اجتماعية لا يمكن للمسؤولين السيطرة عليها ومعالجتها، لافتة إلى الفرق الشاسع بين تدني راتب العامل ومستوى خط الفقر في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن الراتب المتدني والعيش تحت خط الفقر سيترك آثاره السلبية والروحية على أعضاء الأسرة الواحدة، كما أنه سيدخل الحكومة في معضلة اقتصادية واجتماعية يشغلها كثيرا ويعقد عليها أعمالها.