كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية الإيرانية ازدادت التحذيرات والتوصيات التي يطلقها المعنيون بالشأن الإيراني ووسائل الإعلام، التي باتت ترى بأن العملية الانتخابية في إيران أصبحت فاقدة للمعنى الحقيقي للانتخابات.
ويرى الخبراء أن إدارة الانتخابات من قبل النظام والإشراف الصارم عليها من قبل مؤسسات ومجالس معروفة بتشددها، جعل المواطن يشعر بأن مشاركته في هذه الانتخابات الصورية مجرد "تجميل" للوضع الراهن، وإقرار لما تشهده البلاد من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية.
صحيفة "جمهوري إسلامي"، في عدد اليوم الثلاثاء 11 يوليو (تموز)، حذرت النظام من تكرار التجربة السابقة في الانتخابات، حيث تم إقصاء جميع من لا يثبت ولاؤه لنهج معروف في إيران أو سبق له أن انتقد بعض السياسات والإجراءات في البلاد.
وقالت الصحيفة إن المواطن في إيران يشعر أن "هندسة" الانتخابات بهذا الشكل الذي يقوم به النظام إساءة له وإهانة لحقوقه، مؤكدة أن الشرط الرئيس لحضور المواطنين في الانتخابات هو أن يترك النظام "هندسة" الانتخابات ويعترف بحق المواطن في الانتخاب الحر.
وحذرت "اعتماد" كذلك من هذه الطريقة، وقالت إن الأطراف التي أدارت عملية الانتخابات وهندستها بالشكل الذي جلب تيارا بعينه وانفرد بحكم جميع المؤسسات، أصبح نشطا هذه الأيام لتكرار التجربة السابقة.
أما الصحف الأصولية مثل "كيهان" و"سياست روز" فجعلت عناوينها الرئيسية للحديث عن "أزمة الحجاب"، وتساءلت صحيفة "سياست روز" بالقول: "ماذا يجب فعله لمواجهة رفض الحجاب؟"، ولفتت إلى تصريحات الرئيس الإيراني الذي حث المؤسسات الأمنية والقضائية على المضي قدما في الإجراءات التي يمكن من خلالها محاسبة النساء الرافضات للحجاب الإجباري، وإنزال العقاب بهن.
أما "كيهان" فعنونت في المانشيت بخط عريض وكتبت: "عدم الحجاب جريمة.. على المؤسسات أن تمضي في الإجراءات ولا تنتظر القوانين الجديدة".
أما صحيفة "ستاره صبح" فنقلت كلام الخبير الاجتماعي، أمان الله قرائي مقدم، الذي قال للصحيفة إن المضايقات التي تقوم بها السلطة حول موضوع الحجاب لن تأتي بالنفع، مؤكدا أن الجيل الجديد في إيران لم يعد يقبل القهر، وإنه يطالب بأن يكون هو صاحب الاختيار في طريقة لبسه وقراره.
في موضوع آخر علقت بعض الصحف الاقتصادية على "قطع صادرات الغاز الإيراني عن العراق" لأسباب تتعلق بـ"امتناع بغداد تسديد مستحقات إيران" من هذه الصادرات.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": التحذير من "هندسة" الانتخابات البرلمانية المقبلة
دعت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية صناع القرار في إيران إلى تجنب الخطأ السابق في تنظيم الانتخابات، والسماح بتشكيل انتخابات تنافسية حقيقية، عبر السماح لكافة الأطياف والانتماءات السياسية تقديم مرشحيها، مؤكدة أن بعض الأطراف التي "هندست" الانتخابات الماضية وكانت السبب في عزوف المواطنين عن المشاركة فيها بدأت تنشط هذه الأيام لتكرر نفس التجربة ونفس الخطأ الذي جنته على النظام، وعلى العملية السياسية في البلاد.
وتساءلت الصحيفة: هل تغليب المصالح الفئوية على المصالح الوطنية ينسجم مع العدل والانصاف؟ لنغلب جميعا المصلحة العليا للبلاد على المصلحة الفئوية والحزبية عبر السماح بانتخابات يحضرها الجميع دون إقصاء أو تهميش.
وجاء في مقال الصحيفة بقلم النائب السابق الكاتب منصور حقيقت بور، إنه ينبغي أن يترك النظام الأدوات التي يحاول بها أن يفصّل شكل العملية السياسية وفقا لمقاسات تيار بعينه.
"دنياي اقتصادي": الاقتصاد الإيراني يعاني من الفساد والمحسوبية والاحتكار
قالت صحيفة "دنيا اقتصادي" إن الاقتصاد في إيران أصبح يعاني من الفساد والمحسوبية، وتسود هذا النوع من الاقتصادات خصائص خمسة هي: عدم التنافس والاحتكار والمحسوبية والاقتصاد الريعي وشبه الحكومي، بحيث تسيطر الحكومة على كافة النشاطات الاقتصادية ولا تسمح للقطاع الخاص بالعمل والتنافس مع بعضه البعض.
وقارنت الصحيفة بين الاقتصاد في إيران وتركيا والسعودية، وقالت إن الاقتصاد التركي- على الرغم من شح الموارد الطبيعية هناك- إلا أنه أصبح يفوق الاقتصاد الإيراني مرتين، أما بالنسبة لاقتصاد المملكة العربية السعودية فهو أكبر من الاقتصاد الإيراني 30 مرة.
وأوضحت الصحيفة أن إيران ما دامت في هذا "الوادي السحيق" فإنها ستستمر في التراجع والانحسار والدوران حول نفسها دون تحقيق تقدم يذكر، مؤكدة أن الخروج من هذا الواقع ليس بالأمر اليسير، بل هو في حاجة إلى حكم رشيد يعتمد على مبدأ الجدارة والكفاءة بين المسؤولين.
"همدلي": لماذا قرر النظام جذب طلاب الحشد الشعبي إلى جامعة طهران بالتحديد؟
علقت صحيفة "همدلي" على موضوع دراسة أعضاء الحشد الشعبي العراقي في جامعة طهران- التي تعتبر أهم وأعرق جامعة إيرانية ومعروفة بنشاط طلابها الفكري والسياسي- وأعربت عن قلقها من هذه الخطوة التي يعتزم النظام القيام بها عبر إدخال طلاب من جماعة مسلحة أجنبية.
وتساءلت الصحيفة عن السبب الذي يجعل النظام يقدم على هذه الخطوة وقالت: "تبقى هناك علامة استفهام محيرة، لماذا جامعة طهران بالتحديد؟ الحرس الثوري والجيش كان بإمكانهما جذب طلاب من الحشد الشعبي وتسجيلهم في جامعات عسكرية معروفة في إيران؟ فلماذا إذن اختاروا جامعة طهران؟ يبدو أن الهدف الرئيس هو السيطرة وفرض طابع عسكري على الجامعات عبر استقطاب الجماعات المسلحة التي تعمل بالنيابة".
وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة مقصودة ويراد منها الإساءة إلى مكانة الجامعة وإضعاف مكانتها ودورها في المشهد السياسي والاجتماعي في إيران.