تزداد المعارك الكلامية بين وسائل إعلام النظام والمقربة من الحكومة، ووسائل إعلام الإصلاحيين والمستقلين على خلفية الأزمة الاقتصادية في إيران دون وجود بوادر حل قريبة ولا بعيدة.
صحيفة "كيهان" المتشددة والمقربة من المرشد خامنئي شنت هجوما على الصحف الإصلاحية مثل "شرق"، و"اعتماد"، و"جهان صنعت"، و"آفتاب يزد"، واتهمتها بأنها "تنفذ خطط الأعداء" عبر تركيزها على الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في إيران، وهي بذلك "تضر بالأمن النفسي في المجتمع".
وقالت "كيهان" إن هذه الصحف وغيرها عبر تضخيم نقاط الضعف والحديث عن وصول النظام إلى طريق مسدود تساعد على مشروع إسقاط النظام.
ودعت "كيهان" كذلك القضاء الإيراني إلى معاقبة هذه الصحف التي تغطي القضايا والمشاكل الداخلية والخارجية لإيران وقالت إن الصحف الإصلاحية "تعمل على تخطئة النظام والتشكيك في مبادئ الإسلام والثورة".
صحيفة "آفتاب يزد" هي الصحيفة الوحيدة التي ردت على هجوم "كيهان" وقالت إن "كيهان" هي أكثر الصحف التي أضرت بالأمن النفسي في إيران وهي لا تتوانى في الافتراء والكذب ضد خصومها السياسيين، و"لو أخذنا بما تقوله كيهان فلا يبقى منبر إعلامي سوى الصحيفة نفسها".
وفي شأن غير بعيد، لفتت صحيفة "اعتماد" إلى ما يطرحه المسؤولون الإيرانيون عن تحسن الأوضاع الاقتصادية وحدوث نمو في الاقتصاد، وقالت إن المواطن حتى الآن لا يلمس شيئا من ذلك. وكتبت: "عندما نقارن بين الوضع المعيشي للمواطن في إيران وما يشابهه في دول مثل السعودية وتركيا، نجد أن البون شاسع، حيث إن إيران متخلفة بشكل محسوس عن المملكة العربية السعودية وتركيا وأن هذا الفرق الكبير لا يمكن أن يعالج بسرعة".
وفي موضوع آخر تطرقت صحيفة "اترك" إلى الشح الشديد في تذاكر الطيران في إيران على خلفية الجدل حول ارتفاع الأسعار، وبعد شهر من زيادة أسعار التذاكر فإن القائمين على قطاع الطيران لم يرضوا بهذه النسبة من الزيادة وطالبوا بالمزيد وهو ما خلق حالة من التوتر والارتباك في قطاع الطيران.
لكن المتحدث باسم منظمة الطيران الإيرانية برر شح تذاكر الطيران بضعف هذا القطاع بسبب العقوبات المفروضة، وقال إن الفرق في العرض والطلب وقلة الطائرات العاملة في قطاع الطيران بعد 4 عقود من العقوبات القاسية جعلنا نواجه هذه الأزمة اليوم.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اطلاعات": تناقض حديث المسؤولين عن التضخم مع والواقع الفعلي
انتقدت صحيفة "اطلاعات" الإحصاءات غير الدقيقة التي يعلن عنها المسؤولون حول تحسن الأوضاع الاقتصادية، وقالت: "الناس عندما يسمعون كلام رئيس الجمهورية ورئيس البنك المركزي عن التضخم فإنهم يراجعون مبرداتهم وثلاجاتهم ليتأكدوا من صحة هذه التصريحات"، مؤكدة أن لا شيء تغير على صعيد الواقع المعيشي وأن الناس لا يزالون يعانون من تراجع قدرتهم الشرائية والعجز عن توفير أساسيات الحياة".
وأضافت الصحيفة: "مركز الإحصاء يتحدث عن تحسن في نسب التضخم لكن المواطنين عندما يذهبون إلى الأسواق ويحاولون شراء ما يحتاجونه من سلع وحاجات يجدون أن هذه التصريحات التي تنشر في وسائل إعلام الحكومة غير صحيحة وأن ما يلمسونه على الأرض هو الحقيقة الوحيدة التي يجب عليهم أن يؤمنوا بها ويعملوا وفقا لها".
وكتبت الصحيفة: "منذ فترة يتحدث وزير الاقتصاد ورئيس البنك المركزي ورئيس الجمهورية عن السيطرة على التضخم لكن لا شيء حدث بالفعل في هذا الصعيد والمسار السابق لا يزال قائما ويسير نحو الأسوأ".
"جهان صنعت": العالم استغنى عن النفط الإيراني والروسي
لفتت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية إلى التراجع الكبير في صادرات إيران النفطية، وقالت إن البلاد ستظل تتحسر على حلم وصول نسبة الصادرات النفطية إلى 6 ملايين برميل يوميا بعد أن اصطدم هذا الحلم بواقع اقتصادي معقد وعقوبات جعلت عملية تصدير النفط تواجه تحديات كثيرة وصعوبات جمة.
ونوهت الصحيفة إلى أن دول العالم تخلت عن النفط الإيراني بسبب الحظر الاقتصادي، وكتبت: "نلاحظ الآن أن العالم أصبح مستغنيا عن النفط الإيراني بل أكثر من ذلك حيث نرى أن الدول تستغني عن النفط الروسي كذلك"، مضيفة: "الملاحظ أن الدول لا تنتظر بعضها البعض لتسير نحو التقدم والتطور بل تستغل كل فرصة تتاح لها لتسير بنفسها نحو التقدم المنشود".
"اعتماد": إيران لن تستطيع منافسة السعودية وتركيا اقتصاديا
قال وحيد شقايقي شهري إنه خلال العقد الأخير شهدت إيران تراجعا كبيرا عن الدول المجاورة مثل تركيا والسعودية في المؤشرات الاقتصادية، والسبب الرئيسي في ذلك هو العقوبات، حيث كان نمو إيران خلال عقد كامل أقل من 1 في المائة، معربا عن قلقه من أن العقد الجاري سيكون أسوأ من السابق إذا ما سارت الأمور على ما هي عليه ولم يحدث تطور ملموس في طريقة إدارة البلاد.
وتساءل الكاتب بالقول: "هل يمكن حل مشاكل البلاد بنفس العقلية التي قادت إيران في الفترات السابقة؟ أنا أقول إنه لا يمكن التغلب على التحديات الاقتصادية بنفس العقلية التي أوجدت هذه التحديات وخلقتها".
وأضاف الكاتب شقايقي شهري: "إذا أردنا أن نتنافس مع تركيا والمملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس القادمة فنحناج إلى 1000 مليار دولار، لكن السؤال الأهم هو من أين يمكن أن توفر إيران كل هذا المبلغ؟".