التحشيد للانتخابات البرلمانية القادمة، والجمود في ملف الاتفاق النووي، والأزمة الاقتصادية هي المحاور الرئيسية التي دارت حولها تغطية الصحف اليومية الإيرانية الصادرة يوم الثلاثاء 4 يوليو (تموز) في إيران.
ومنذ أيام يحاول الأصوليون "تسخين" الأجواء الانتخابية عبر الهجوم على الإصلاحيين ونقدهم، ليأتي في المقابل رد الإصلاحيين وهجومهم على الوضع الراهن، ومطالبة الرئيس إبراهيم رئيسي بالاستقالة، معتبرين ذلك شرطا رئيسيا في نجاح الانتخابات وإعادة الثقة والأمل للشارع الإيراني.
صحف النظام استشاطت غضبا بعد دعوة الناشطة السياسية المسجونة فائزة هاشمي رفسنجاني، أمس الاثنين، التيار الإصلاحي إلى مقاطعة الانتخابات، باعتبارها أداة لإضفاء الشرعية على النظام السياسي الحالي.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، وصفت هاشمي رفسنجاني بأنها "منافقة" لدعوتها المواطنين والتيار الإصلاحي مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها.
صحيفة "أرمان ملي" تساءلت عن مصير المفاوضات النووية في ظل الجمود المستمر على التحركات الدبلوماسية، بعد أسابيع من نشاط دبلوماسي ظنه الكثير بأنه سيؤدي إلى الانفراج في ملف إيران النووي.
الصحيفة لفتت إلى قضية المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، وقالت إن استقالته أو إقالته دليل على تزايد رغبة الكونغرس الأميركي في الاطلاع الكامل على مسار المفاوضات النووية مع إيران، وإلزام الخارجية الأميركية وإدارة الرئيس بايدن بمبدأ الشفافية في هذا الملف.
في السياق نفسه اعتبرت صحيفة "شرق" أن ذهاب روبرت مالي سيكون نقطة سلبية في مسار المفاوضات النووية، وسيجعلها أكثر صعوبة على إيران، وذلك نظرا لخبرة مالي وحنكته وليونته تجاه طهران، معتقدة أن خلفية مالي سيكون أكثر تشددا.
اقتصاديا انتقدت صحيفة "أترك" تخبط الحكومة في سياساتها الاقتصادية، ونقلت كلام النائب في البرلمان الإيراني عن محافظة بلوشستان، معين الدين سعيدي، الذي قال إن الحكومة تكتفي بإعطاء الأرقام والإحصاءات غير الصحيحة بدل العمل على رفع المشكلات الاقتصادية، وهو ما جعل بعض المراقبين يتساءلون عما إذا كان مسؤولو الحكومة يعيشون في إيران أم يعيشون في عالم خاص بهم لا صلة له بالواقع الفعلي في البلاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": حكومة رئيسي تلجأ إلى جيوب المواطن لسد عجزها المالي
سلطت صحيفة "اعتماد" في تقرير اقتصادي الضوء على أداء حكومة رئيسي منذ توليها للسلطة في إيران قبل عامين، والتي رفعت شعارات عدة على رأسها تحسين الوضع الاقتصادي ورفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد، لكن الصحيفة أكدت أن الحكومة لم تنجح حتى الآن في أي من هذه المهام، وفي المقابل عملت على فرض ضرائب جديدة على المواطنين تجاوز عددها 20 نوعا من الضرائب.
وشملت إجراءات الحكومة ضرائب جديدة على السيارات والبيوت ونقل الحوالات البنكية، موضحة أنه وفي ظل التضخم الذي تجاوز 50 في المائة فإن اعتماد سياسة من هذا القبيل والارتفاع اليومي في الأسعار حمل ضغوطا مضاعفة على شرائح المجتمع الإيرانية المختلفة.
وقال الخبير الاقتصادي مرتضى أفقه للصحيفة إنه ومنذ مجيء حكومة رئيسي ورفعها شعارات مثل تحسين الوضع المعيشي للمواطنين، بغض النظر عن وجود العقوبات من عدمها، كان من الواضح أن هذه الشعارات والوعود هي مجرد حبر على ورق، وأنه لا حل أمام الحكومة سوى اللجوء إلى المواطنين وأخذ أموالهم عبر سياسة الضرائب المالية.
وأضاف أفقه أن الحكومة اعتمدت عدة إجراءات لتعويض انحسار عائداتها المالية من بيع النفط بسبب العقوبات، ومجمل هذه الإجراءات كانت تتم على حساب المواطنين ودخلهم المعيشي.
"أرمان ملي": المسؤولون في إيران يكتفون بمطالبة الناس بـ"مقاومة" الضغوط الاقتصادية
في مقال بصحيفة "أرمان ملي" قال الباحث الاجتماعي مصطفى إقليما إن المشكلات الاجتماعية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية في إيران تزداد يوما بعد يوم، وإنه لا يوجد مَن يتحمل مسؤولية ذلك من بين صناع القرار، إذ يكتفون بمطالبة الناس بمزيد من "المقاومة "والصبر" متغافلين أنهم يطلبون المستحيل، وأن المواطن لن يصبر إذا أصبح عاجزا عن قوت يومه.
وأوضح إقليما إنه من الضروري بمكان أن يتم الفصل بين الإنسان الطيب والإنسان الماهر عند تولي المهام والمسؤوليات، موضحا أن كثيرا من المسؤولين السابقين قد يكونون طيبين بالفعل لكنهم يفتقرون إلى التخصص والمهارة، وقال إن الرئيس الحالي أصبح يلجأ إلى هؤلاء الأفراد الذين تعوزهم الخبرة والحنكة والمهارة، والذين سبق أن تولوا مهام وفشلوا في أدائها، وتجاهل رئيسي في المقابل الأفراد الماهرين والمتخصصين.
وذكر الكاتب أن حكومة رئيسي- التي جاءت بوعود السيطرة على التضخم وكبح الغلاء- نجدها هي نفسها من يقوم بالإجراءات التي تؤدي إلى زيادة نسبة التضخم ورفع أسعار السلع الغذائية، مؤكدا أن هذه المعضلة هي السبب الرئيسي في ظهور المشاكل الاقتصادية في إيران.
"جوان": الهجوم على هاشمي رفسنجاني بعد دعوتها إلى مقاطعة الانتخابات "الصورية"
شنت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، هجوما حادا على فائزة هاشمي رفسنجاني الناشطة السياسية ونجلة الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، بعد دعوتها الإصلاحيين إلى مقاطعة الانتخابات للضغط على النظام الحاكم وإجباره على تغيير سياساته الخاطئة.
ووصفت الصحيفة الأصولية نجلة الرئيس الأسبق بـ"النفاق"، وقالت إنها أصبحت تقوم بدور منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة.
وكانت هاشمي رفسنجاني قد دعت- في رسالة لها من السجن بعنوان: "لماذا يجب ألا نشارك في الانتخابات؟"- الإصلاحيين إلى عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة.
وقالت: "إذا لم يقع المؤمنون (الإصلاحيون) في فخ حماية النظام، فإن الديكتاتوريين سيجدون صعوبة في الحفاظ على سلطتهم"، مضيفة: "في مثل هذا النظام الديكتاتوري، يتم النظر إلى الانتخابات الصورية بوصفها أعلى أشكال الممارسة الديمقراطية".