الأزمة السياسية في روسيا والأزمات الاقتصادية في إيران كانت من أبرز الاهتمامات التي غطتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 26 يونيو (حزيران).
بعض الصحف مثل "ستاره صبح" الإصلاحية حاولت الطعن في سياسات النظام الإيراني عبر انتقادها وهجومها على روسيا وقيادتها السياسية والعسكرية، وقالت إن حكم بوتين القمعي واعتماد سياسة القبضة الحديدية فشلت على صعيد الداخل والخارج، ونقلت عن خبراء قولهم إن تدخلات روسيا العسكرية في الدول الأخرى ضاعفت من حجم الاستياء الشعبي في الداخل الروسي وأضرت بمكانة بوتين.
كما قالت "اعتماد" إن الحرب الروسية كشفت ضعف وهوان السلطة في روسيا، وأكدت أن موسكو تحكم أقلية مستفيدة من الوضع الراهن وقد صادرت هذه الأقلية ثروات روسيا وأفقرت شعبها.
البرلماني السابق علي مطهري لفت إلى أن قضية فاغنر تعتبر إنذارا للتيار ذي التوجه الروسي في إيران، حيث تؤكد هذه الأحداث ضرورة أن لا يستمر هذا التيار (التيار الحاكم) في رهن مصالح الشعب الإيراني بروسيا وأن يتراجع عن الموقف من الحرب في أوكرانيا، مضيفا: "وليطمئنوا أن روسيا ليست متكئا موثوقا وليعودوا إلى سياسة لا شرقية ولا غربية".
صحيفة "اقتصاد ملي" أشارت في موضوع آخر إلى زيادة أسعار العملات الصعبة بعد الأخبار المتعلقة بروسيا وكذلك خبر إعادة تصنيف إيران في القائمة السوداء لدى مجموعة العمل المالي (FATF)، وقالت إن بعض الأطراف المستفيدة حاولت تضخيم هذين الخبرين في الأيام الماضية لزيادة الأسعار.
أما الصحف الأصولية فتحاول طمأنة أنصارها وتبرير موقفها الداعم لروسيا في الحرب الأوكرانية، صحيفة "سياست روز" على سبيل المثال عنونت في الصفحة الأولى: "أهداف روسيا في الحرب الأوكرانية ستتحقق". أما "كيهان" فقالت إن "انسحاب فاغنر من روسيا وهزيمة الغرب أحزن الإصلاحيين في إيران".
داخليا سلطت الصحف الضوء على الأزمة الاقتصادية المستفحلة في إيران وانتقدت ضعف الإجراءات الحكومية وتعثر خططها بسبب عدم وجود العزم الحقيقي لتنفيذ الإصلاحات والوفاء بالوعود التي رفعت أثناء الانتخابات.
صحيفة "امروز" الاقتصادية لفتت إلى زيادة أعداد الفقراء في إيران وقالت إن 7 أعشار الإيرانيين هم من الفقراء فيما تشكل الطبقة الوسطى أحد الأعشار بعد أن اندمجوا بشكل كبير في شريحة الفقراء والمعوزين.
وفي شأن متصل، علقت صحيفة "مردم سالاري" على التناقض الصارخ بين الأرقام والإحصاءات التي يعلن عنها المسؤولون الحكوميون وبين الواقع المعيشي على الأرض بالنسبة للتضخم والغلاء، حيث لا يشعر المواطن بأي تحسن في الأسعار خلافا لما يدعيه المسؤولون من إنجازات بل على العكس، فإن أسعار السلع الأساسية تزداد يوما بعد يوم.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": رجال الدين يتدخلون في كل المجالات ولا يسمحون لأحد بانتقادهم
انتقد الكاتب الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" الملالي ورجال الدين في إيران لتدخلهم في كافة القضايا والمجالات، قائلا إنهم بدأوا "يتدخلون في قضايا علم النفس والسياسة والتاريخ والاجتماع والاقتصاد وغيره من المجالات، في حين لا يسمحون بانتقاد كلامهم وكل من تكلم عنهم قالوا له يجب عليك أن تدرس العلوم الدينية قبل أن تنتقد كلام رجال الدين".
وأوضح الكاتب عبدي أن هؤلاء الملالي يحاولون توجيه كل المشاكل في البلاد وتحميل الشعب مسؤولية المعاناة الاقتصادية، فيطالبونهم بتقليل عدد الوجبات إلى وجبة أو وجبتين في اليوم، أو يربطون الزلازل بعدم ارتداء النساء للحجاب، مؤكدا أن الشعب لم يعد يستسيغ هذه التبريرات ولن يقبلها على الإطلاق.
وتابع عبدي: "مهمة الملالي اليوم أصبحت تبرير المشاكل والدفاع عن الأخطاء، وهم بذلك يرشون الملح على الجرح وهو ما لا يطيقه الناس".
كما نوه الكاتب إلى صمت النظام عن هذه التصريحات الغريبة وقال إن "الصمت الرسمي سببه هو عجز النظام عن القيام بالتغييرات المطلوبة لأن كل شيء أصبح واضحا والأمور وصلت إلى طريق مسدود".
"شرق": قراصنة صوماليون يأسرون 36 صيادا إيرانيا ويطالبون بفدية
أفادت صحيفة "شرق" نقلاً عن مصادر محلية في تشابهار بأنه خلال الأشهر الأخيرة، استولى قراصنة البحر الصوماليون على قاربي صيد إيرانيين، وأسروا 36 صيادا كانوا على متنهما.
وذكرت الصحيفة، اليوم الاثنين 26 يونيو (حزيران) في تقريرها تفاصيل احتجاز الصيادين الإيرانيين، ونقلت عن رئيس مجلس إدارة جمعية الصيد التعاونية في تشابهار، عليم أفشار، أن القراصنة الصوماليين طلبوا 1000 دولار عن كل صياد لإطلاق سراحه.
ووفقًا لما قاله أفشار، فقد غادر هذان القاربان مع عدد من قوارب الصيد الأخرى قبل 4 أشهر في اتجاه المياه الدولية، ولم يتمكنا من العودة إلى تشابهار مثل القوارب الأخرى، وبعد وقت قصير تبين من خلال الأفلام والملفات الصوتية المستلمة أنه تم الاستيلاء عليهما من قبل قراصنة البحر الصوماليين.
"أترك": 7 أعشار الإيرانيين من الفقراء
قال الخبير الاقتصادي، بهاء الدين حسيني هاشمي لصحيفة "أترك" إن العائلة التي يتقاضى عائلها راتبا أقل من 30 مليون تومان (600 دولارا) تعد ضمن شريحة الفقراء وذلك وفقا لمعايير الحياة مثل التعليم والصحة والرفاه، مشيرا إلى حجم التكاليف المعيشية في ظل الغلاء الذي يعصف بالأسواق الإيرانية منذ سنوات.
واوضح الكاتب أن 7 أعشار الإيرانيين هم من الفقراء لأن راتب معيل هذه الأسر يقل عن 30 مليون تومان إيراني وهذا يكشف مدى مأساوية الوضع لدى أكبر وأهم شريحة في المجتمع الإيراني ألا وهي شريحة الفقراء.
وانتقد حسيني هاشمي مزاعم المسؤولين في الحكومة حول خفض التضخم، وقال: "إذا كان المسؤولون يدعون أنهم نجحوا في خفض نسبة التضخم فليقولوا للناس كيف حدث ذلك؟ هل عبر نقص الميزانية؟ هل رُفعت العقوبات؟ هل قادت المفاوضات إلى نتيجة واتفاق؟ هل السيولة قلت؟"، مؤكدا ان لا شيء من ذلك قد حدث فعلا لكي يدعي المسؤولون حل المشاكل الاقتصادية في البلد.