يتواصل الحديث والروايات المتضاربة في الصحف الإيرانية حول الاتفاق النووي ومستقبله، اليوم السبت 24 يونيو (حزيران)، في ظل حالة الغموض التي تسود الموضوع.
صحيفة "شرق" علقت على التحركات الدبلوماسية في إطار إحياء الاتفاق النووي، وأشارت إلى كثرة اللاعبين والوسطاء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وأعربت عن استيائها من إحياء الاتفاق النووي بسبب التعقيد الموجود في الملف وكثرة اللاعبين والمستفيدين من الوضع الراهن. وقالت: "كلما كانت طاولة المفاوضات مزدحمة باللاعبين ذوي المصالح المختلفة والمتناقضة أصبحت عملية إحياء الاتفاق النووية عسيرة ومعقدة وتستغرق زمنا أطول".
أما صحيفة "آرمان ملي" فأشارت إلى احتمالية التوصل إلى اتفاق محدود ومؤقت بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، ونقلت عن الخبير السياسي حسن بهشتي بور قوله إن هذا الاتفاق لن ينفع الاقتصاد الإيراني لأنه سيكون مهددا بالانهيار دائما ويخلق أرضية هشة وضعيفة للتعاون الاقتصادي بين إيران والدول الأخرى ويجعل الاستثمار الاجنبي مترددا ومحجما عن الدخول في الأسواق الإيرانية.
لكن صحيفة "جمهوري إسلامي" كانت متفائلة تجاه التوصل إلى اتفاق بين إيران والأطراف الغربية وقالت إن إيران ودول الاتحاد الأوروبي التي تقوم بدور الوسيط أو الممثل عن أميركا باتوا قريبين من الاتفاق حول برنامج إيران النووي.
وفي سياق منفصل أشارت صحيفة "كيهان" إلى الجولة الخارجية التي أجراها وزير خارجية إيران، حسين أمير عبداللهيان، إلى عدد من دول المنطقة مثل الإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان وعنونت في مانشيتها حول الموضوع بالقول: "أيام مزدحمة لوزير الخارجية في الإمارات وقطر والكويت وعمان"، واصفة الاستقبال والحفاوة التي حظي بها في هذه الزيارات بـ"غير المسبوقة".
وفي شأن آخر، علقت صحيفة "نقش اقتصاد" على المخاطر المائية التي تهدد إيران من جهة تركيا على خلفية مشاريع السدود التي تعمل عليها أنقرة على منبع نهري الفرات ودجلة، وكذلك نهر أرس وقالت إن هذه المشاريع ستخلف آثارا خطيرة ومباشرة على إيران مستقبلا. كما نقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن مشاريع السدود التي تقيمها تركيا تشكل انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"ستاره صبح": المتطرفون عرقلوا الاتفاق النووي وتحسين العلاقات مع الدول العربية ويحاولون الآن إصلاح ما أفسدوه
قال رئيس تحرير صحيفة "ستاره صبح"، علي صالح آبادي، في مقاله الافتتاحي إن إيران بدأت بتغيير نهج سياستها الخارجية، حيث حولتها من نهج الهجوم والصِدام إلى نهج التعاون والتعامل، مشيرا إلى تحسين علاقات إيران الخارجية مع الدول العربية، وانتقد المواقف الأصولية المتشددة في السابق تجاه علاقات إيران الخارجية حيث رفضوا أي مصالحة تجريها الحكومة السابقة سواء مع الدول العربية أو الدول الأوروبية لكنهم الآن وبعد سيطرتهم على الحكومة أصبحوا يتوقون للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وتحسين علاقات إيران مع الدول العربية بأمل تحسين الأوضاع وحل الأزمة الاقتصادية.
وقارن الكاتب بين أسعار السلع والمواد الأساسية في الأسواق قبل عامين وأسعارها الآن، حيث ارتفعت أضعافا مضاعفة بسبب رفض المتشددين إبرام الاتفاق النووي في الأيام الأخيرة من حكومة روحاني.
وأضاف علي صالح آبادي: "أسعار الدولار سجلت ارتفاعا بنسبة 50 في المائة خلال الأشهر الـ23 الماضية وتبعا لذلك ارتفعت أسعار كافة السلع والمواد الغذائية، كما أن التضخم سجل الشهر الماضي 60 في المائة في سابقة غير معهودة، موضحا أنه ينبغي البحث عن الأسباب في علاقات إيران الخارجية المتردية وعدم إحياء الاتفاق النووي والانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF).
"كيهان": الحديث عن الاتفاق النووي المؤقت "خدعة معلوماتية" من الغرب
هاجمت صحيفة "كيهان" المتشددة الاتفاق النووي بنسخته الماضية، وقالت إن دفاع الإصلاحيين عن الاتفاق النووي السابق يأتي من فراغ وقد كان عبارة عن "اتفاق فظيع من كافة الجوانب".
كما عارضت الصحيفة الاتفاق المؤقت الذي يتم الحديث عنه الآن، حيث سيتم تقييد نشاط إيران النووي ونسبة تخصيبها لليورانيوم مقابل الإفراج عن أموالها المجمدة في عدد من الدول وكذلك السماح لصندوق النقد الدولي بتقديم قروض مالية لحل مشاكل إيران الاقتصادية وقالت إن مثل هذا الاتفاق سيجلب أضرارا جسيمة على مستقبل البلاد واستقرارها.
وأوضحت "كيهان" أن الاتفاق المؤقت يعني وقف كافة نشاطات إيران النووية مقابل الإفراج عن 24 مليار دولار فقط.
وكتبت أن الدول الغربية تعمل بشكل مستمر على تشجيع إيران على قبول هذه النسخة من الاتفاق، وقالت إن نشر الأخبار بشكل مكثف حول الاتفاق المؤقت من قبل وسائل الإعلام الغربية هو "خدعة معلوماتية"، و"حرب نفسية" تشن ضد إيران لإجبارها على قبول الاتفاق المؤقت.
"هم ميهن": الغلاء يجبر الشباب على الزواج بلا زفاف وحفلات
في تقرير اقتصادي، قالت صحيفة "هم ميهن" إنه وبسبب الغلاء الكبير وعجز المواطنين عن توفير أساسيات الزواج وحفل الزفاف فإن الشباب أصبحوا يتزوجون دون مظاهر احتفالية، مشيرة إلى قاعات الأعراس وفرق الموسيقى الذين ذكروا حسب الصحيفة أن أعمالهم أوشكت أن تتوقف بالكامل على خلفية تراجع الاحتفالات وعزوف الشباب عن الزواج.
كما لفتت الصحيفة إلى قروض الزواج التي تقدمها الحكومة وقالت إن هذه القروض لا تساوي شيئا أمام التضخم والغلاء الكبير في الأسواق بحيث يتبخر القرض سريعا ولا يستطيع إكمال فعاليات الزواج وإجراءاته.