بترحيب واستبشار تطرقت صحف إيرانية عدة، اليوم الأربعاء 21 يونيو (حزيران) إلى الهجوم الذي شنته قوات الأمن الألبانية على مخيم أشرف في ألبانيا والذي يأوي معارضين إيرانيين يتبعون لمنظمة "مجاهدي خلق".
بعض الصحف رأت هذه الخطوة بأنها قد تمت بإيعاز أميركي لإرضاء إيران وتشجيعها على قبول الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية بالشروط التي تريدها واشنطن.
صحيفة "أرمان امروز" عنونت في مانشيتها حول هذا الموضوع وكتبت: "رسائل غربية.. من باريس إلى تيرانا".
صحيفة "جمهوري إسلامي" لفتت كذلك إلى قرار السلطات الفرنسية إلغاء مؤتمر "مجاهدي خلق" السنوي الذي كان من المقرر عقده في باريس، واعتبرت أن هذه التطورات إيجابية تصب في مصلحة تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية.
أما صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، فهي الأخرى رحبت بهذه التطورات، وقالت إن المضايقات على منظمة مجاهدي خلق تهدف لخفض التوتر مع إيران، كما أنها تؤكد "اقتدار" طهران وقوتها.
في شأن اقتصادي تحدثت بعض الصحف مثل "ستاره صبح" عن استمرار الغلاء في الأسواق وتسجيل التضخم أرقاما قياسية جديدة إذ بلغت نسبة التضخم الشهري قريبا من 60 في المائة. فيما انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" الدعم اللامحدود الذي يقدمه المرشد علي خامنئي للحكومة الحالية بالرغم من فشلها في القيام بتعهداتها الاقتصادية.
في سياق آخر نقلت صحيفة "دنياي اقتصاد" كلام الباحث الاقتصادي موسى غني نجاد الذي قال إن المتخصصين في إيران تم إقصاؤهم واستبدالهم بأناس "أوفياء" للنظام دون أن يكونوا من ذوي الكفاءة والخبرة، مضيفا أن سبب تعثر الاقتصاد الإيراني هو أن هؤلاء "الأوفياء" لم يستطيعوا أن يملأوا فراغ المتخصصين والخبراء الحقيقيين.
في موضوع آخر دعا الممثل المشهور هادي حجازي فر، النظام الحاكم في إيران إلى الاعتراف بالغضب الواسع بين أطياف الشعب الإيراني، وقال لصحيفة "اعتماد" الإصلاحية إن اول خطوة يجب القيام بها للإصلاح في إيران هو أن يتم الاعتراف بأن معظم المجتمع الإيراني يشعر بالغضب والامتعاض، وما دام النظام يرفض الاعتراف بهذه الحقيقة فإنه لن يستطع فهم مواقف الناس وتصرفاتهم.
في سياق غير بعيد أجرت صحيفة "أرمان ملي" مقابلات صحفية مع عدد من الخبراء والمتخصصين حول مواقف المجتمع الإيراني من التيارات السياسية في إيران وتحديدا من التيار الإصلاحي والأصولي.
وأكد الباحث جلال جلالي زاده أن التيارين الأصولي والإصلاحي قد فقدا مكانتهما بين الإيرانيين، فيما أكد الباحث أمير رضا واعضي أن المواطن الإيراني قد تجاوز منذ فترة طويلة هذين التيارين وأصبحا لا يعنيان له شيئا، مشيرا إلى الهتافات التي رددها المتظاهرون في السنوات الماضية مثل "أيها الإصلاحيون والأصوليون.. قد انتهت اللعبة"، واصفين التيارين بأنهما وجهان لعملة واحدة ويتبادلان الأدوار والمهام.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": المتطرفون يحاولون إلغاء نظام الانتخابات واعتماد نسخة سياسية شبيه بحكم طالبان
قال الباحث السياسي وعضو مجمع باحثي ومدرس الحوزة العلمية في قم، فاضل ميبدي، إن هناك تيارا متشددا في إيران يحاول تحويل النظام السياسي القائم على مبدأ "الجمهورية والإسلامية" إلى نظام شبيه بنظام طالبان.
وأضاف الكاتب: هؤلاء يعتقدون أن المواطنين لا ينبغي أن يكون لهم دور في اختيار الحكام السياسيين مثل ما يكون الحال بالنسبة لمراجع التقليد الذين لا يتم اختيارهم من أحد، وبالتالي فهم يؤمنون بان الانتخابات ليس لها مبرر شرعي أو ديني.
ونوه ميبدي إلى أن هذا التيار لا تعنيه إلا مصالحه ولا يبالي بمصالح الشعب وإرادته، مؤكدا أن هذا التيار لديه نفوذ في المشهد السياسي الحالي في إيران وهم يعتقدون بأن الغاية تبرر الوسيلة ولا يترددون في الكذب والافتراء ضد خصومهم السياسيين.
"جمهوري إسلامي": الحكومة فاشلة بالرغم من تأييد ودعم المرشد خامنئي لها
في مقالها الافتتاحي كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن الحكومة الحالية في إيران عاجزة عن القيام بمهامها وهو ما خلق معاناة مستمرة للمواطنين، وانتقدت ضمنيا الدعم الكامل الذي يقدمه المرشد علي خامنئي لهذه الحكومة بالرغم من فشلها وتعثرها في القيام بمسؤولياتها وتعهداتها، وعلى رأسها مكافحة الغلاء والتضخم.
ولفتت الصحيفة إلى العناوين التي تطلق على المؤسسات الحكومية حاليا مثل "حكومة شعبية"، او "برلمان ثوري"، وأوضحت أنه لو كانت هذه العناوين صادقة وحقيقة لتجلت آثارها على الوضع المعيشي للمواطن في البلاد.
وكتبت "جمهوري إسلامي" أن المرشد علي خامنئي أطلق على العام الجديد في إيران اسم "السيطرة على التضخم وتنمية الإنتاج" إلا أن الواقع كان بالعكس من ذلك حيث أن الأسعار بدأت بالارتفاع منذ الشهر الأول من العام الإيراني وذلك بشكل يومي أو أسبوعي.
وختمت الصحيفة أن كثيرا من الإيرانيين أصبحوا عاجزين عن شراء أساسيات الحياة من لحوم وألبان وفواكه وإن شراء هذه الأشياء أصبح "حلما" بعيد المنال.
"شرق": ظاهرة خلع الحجاب منتشرة في مدن إيران رغم إجراءات النظام
قال قادر باستاني الباحث الاجتماعي في مقال بصحيفة "شرق" إن ظاهرة رفض الحجاب الإجباري في شوارع إيران لاسيما في المدن الكبرى أصبحت حقيقة لا تقبل الإنكار أو الكتمان.
وأوضح الكاتب أن النظام بكل محاولاته وإجراءاته لم يستطع أن يمنع هذه الظاهرة من الانتشار والتوسع، مؤكدا أن الحل الأنجع الآن هو أن يتم الاعتراف بالواقع والقبول به.
ورأى الكاتب أن التطورات الاجتماعية التي حصلت بعد احتجاجات مهسا أميني لا يمكن ان تعود إلى الوراء وعلى الحكومة والنظام الإقرار بهذه الحقيقة.