يستمر تجاهل وسائل الإعلام والصحف المقربة من النظام لقضية مقتل أحد أقارب الطفل المقتول في المظاهرات، كيان بيرفلك، في مدينة إيذه، جنوب غربي إيران، بعد أن فتحت قوات الأمن الإيرانية النار عليه بتهمة محاولته دهس عناصر أمنية كانت تحاصر مراسم أقامتها عائلة بيرفلك بمناسبة ذكرى ميلاده.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، هي من ضمن الصحف القلائل التي تناولت الحادثة، واكتفت برواية الأمن الذي ادعى أن بويا مولايي راد ابن عم والدة الطفل كيان بيرفلك قُتل بعد أن هاجم قوات الأمن، وهي رواية نفتها أسرة الشاب المقتول، وأكدت أنه قتل رميا بالرصاص بعد أن استسلم لقوات الأمن.
الصحيفة حملت أسرة الطفل بيرفلك- وتحديدا والدته- مسؤولية هذه الحادثة؛ كونها أصرت على إقامة هذه المراسم، ودعت ضمنيا إلى معاقبتها، والتضييق على الأسرة بشكل كامل.
صحيفة "اعتماد" لفتت إلى أنه لا توجد أي وسيلة إعلام مستقلة في إيران تتجرأ على إعداد تقرير مفصل حول أحداث إيذه خوفا من التبعات التي ستترتب عليها أمنيا وقضائيا، حيث إن السلطات تفرض تعتيما إعلاميا على الموضوع.
في قضية الاتفاق النووي أجرت صحيفة "جهان صنعت" مقابلة مع المحلل السياسي، غلام رضا ظريفيان، انتقد فيها استمرار النهج الحالي الذي تتبعه الحكومة الإيرانية، حيث تعاني من تناقض كبير بين التصريحات والأفعال على الأرض، وقال إن عدم الوضوح والشفافية جعل الشارع يفقد الثقة بأي تصريح يخرج من الحكومة ومسؤوليها، وبالتالي فإن ما يصدر عن الحكومة لا يكون له أثر على الأسواق والوضع الاقتصادي كون الشارع لا يتفاعل معها البتة.
الصحف الأخرى غطت كذلك استقالة المساعد الاقتصادي للرئيس الإيراني، محسن رضائي، من منصبه نتيجة فشله في أداء دوره بعد أن وعد أثناء مشاركته في الانتخابات الرئاسية، وعند توليه منصبه في حكومة رئيسي، إلى تحويل العملة الإيرانية إلى أقوى عملة في المنطقة.
في شأن منفصل أشارت صحيفة "اعتماد" إلى حادثة الهجوم على رجل دين في طهران يوم أمس أثناء خروجه من محطة مترو في العاصمة، حيث هاجمه شاب بأداة حادة ولاذ بالفرار، بعد أن أحدث إصابات بالمعمم نقل على إثرها إلى المستشفى.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"مردم سالاري": أهمية الاتفاق النووي في الاقتصاد الإيراني
علقت صحيفة "مردم سالاري" على التحسن الملحوظ في أسعار العملة الإيرانية، وتأثير ذلك على الأسعار، وخلصت إلى أن كل هذه التطورات تؤكد الأهمية الكبرى للاتفاق النووي الذي يحاول بعض الأطراف والتيارات في إيران تجاهله، والإصرار على عدم إحيائه.
الصحيفة أكدت أن التحسن في أسعار العملة ليس بالشكل الذي يصوره الإعلام المقرب من الحكومة، ولا يعتبر في الوقت نفسه إنجازا، لأنه وببساطة سببه يعود إلى الآثار النفسية التي تعيشها الأسواق في ظل الأخبار المتزايدة عن احتمالية عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات بهدف إحياء الاتفاق النووي.
وأوضحت الصحيفة أن تفاعل الأسواق هذه الأيام مع الأخبار المتعلقة بالاتفاق النووي تؤكد أن الاقتصاد الإيراني بات مرتبطا بشكل وثيق مع هذا الملف، وإن تصريحات المسؤولين ومزاعمهم حول عدم ربط الاقتصاد بالاتفاق النووي كانت تنم عن جهل وعدم خبرة بالواقع الفعلي للبلاد.
وذكرت أن الاقتصاد العالمي اليوم أصبح يعمل في جزيرة واحدة، ولا يمكن لأحد النجاح والتقدم إذا كان معزولا ومغلقا على نفسه.
"اقتصاد بويا": عام مائي صعب في انتظار إيران
في تقرير لها حول أزمة المياه في إيران حذرت صحيفة "اقتصاد بويا" من التبعات الخطيرة التي تنتظر البلاد في قطاع المياه، وقالت إن تحذيرات الخبراء والمتخصصين في هذا المجال لم تثن الحكومات الإيرانية المتعاقبة على المضي قدما في سياساتها الخاطئة تجاه موضوع المياه.
وقالت الصحيفة إن البلاد لم تعد مفلسة في موضوع المياه فحسب، بل إن الإفلاس شمل النظام البيئي برمته، لافتة إلى أن الأنهار والبحيرات والأهوار أصبحت مدمرة واحدة تلو الأخرى، وقالت: "لو استمر الوضع على ما هو عليه الآن فإن القطاع الزراعي في إيران سيدمر بالكامل".
ونوهت "اقتصاد بويا" إلى آثار هذا السيناريو، وقالت إنه سينعكس سريعا على شح المواد الغذائية في البلاد، مؤكدة أن قطاع الزراعة في إيران أصبح منهارا بالفعل، حيث إن البلاد اليوم باتت مستوردة للقمح والشعير وباقي الحبوب اللازمة لتوفير الغذاء للإيرانيين.
كما ذكرت الصحيفة آثار هذه الأزمة على بقاء النظام، وقالت إن على الدولة أن تدرك أن بقاءها مرهون بحل هذه الأزمة، لأن دمار البيئة سيترتب عليه حتما انهيار الدولة وزوالها.
"ستاره صبح": التضخم في إيران غير مسبوق
صحيفة "ستاره صبح" تطرقت إلى آخر الإحصاءات الرسمية حول نسبة التضخم في إيران، وذكرت أن الشهرين الماضيين سجلا أعلى نسبة تضخم في البلاد طوال عقود طويلة، موضحة أن إيران أصبحت ضمن 10 دول في العالم التي تشهد أعلى نسب تضخم على الإطلاق.
وقالت الصحيفة إن التضخم يستهدف موائد الشعب من جهة، ويخل بعملية الإنتاج من جهة أخرى، كما أنه يؤثر بشكل مباشر على قيمة العملة الوطنية الإيرانية التي شهدت في الشهور الأخيرة انهيارا غير مسبوق أمام العملات الأجنبية.
وأوضحت "ستاره صبح" أن جذور التضخم في إيران ترجع إلى عوامل عدة منها فقدان خطط سياسية عملية وواضحة، وإقصاء الخبراء والمستقلين من تولي المناصب الهامة، وعلاقات خارجية سيئة، وعدم استغلال الفرص الدولية واستثمارها في سبيل تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد.