تناولت صحف عديدة طبيعة التحركات الدبلوماسية التي تجري حول الاتفاق النووي. ورأت "هم ميهن" أن المؤشرات على الأرض تقول إن الاتفاق التام والشامل لن يتحقق في القريب العاجل على الأقل، وإنما المتوقع أن نشهد التوصل إلى "الخطة باء" حول ملف إيران النووي.
أما عن طبيعة هذه الخطة، فقالت الصحيفة إن الهدف منها هو منع انجرار الوضع إلى حالة أسوأ من الحالة الراهنة مع خلق بيئة للتوصل إلى اتفاق حول الملف مستقبلا. وخلصت الصحيفة إلى أن الخطة باء وإن كانت غير جيدة إلا أن الخيارات البديلة قد تكون أسوأ بكثير.
صحيفة "آرمان ملي" هي الأخرى رأت أن التحركات الدبلوماسية "خداع للرأي العام"، مؤكدة أن ظروف إحياء الاتفاق النووي غير متوفرة داخل الولايات المتحدة حاليا لأن الديمقراطيين سيدفعون ثمنا باهظا لإحياء الاتفاق النووي لو أقدموا عليه.
ونقلت الصحيفة كلام المحلل السياسي يوسف مولايي الذي قال إن الولايات المتحدة الأميركية وإيران تريدان السيطرة على التصعيد وإدارة الأزمة الشائكة بينهما بهدف منع التصعيد في المرحلة المقبلة.
وفي موضوع آخر، تناولت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري بنبرة احتفالية الاتصال الهاتفي بين الرئيس الإيراني ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسارعت إلى الادعاء بأن هذا الاتصال دليل على أن فرنسا لا تزال تعترف بالجمهورية الإسلامية، مشيرة إلى التصريحات والمواقف التي اتخذتها فرنسا قبل شهور حيث استقبل ماكرون الناشطة الإيرانية المعارضة مسيح علي نجاد، ووصف ما جرى في إيران بـ"الثورة" وأكد دعمه لمطالب الإيرانيين وتطلعاتهم.
الصحف في المقابل تجاهلت التصريحات التي أعلنت عنها الرئاسة الفرنسية بعد انتهاء الاتصال بين ماكرون ورئيسي حيث دعا الرئيس الفرنسي إيران بشكل صريح إلى وقف دعمها العسكري لروسيا في عدوانها ضد أوكرانيا.
كما غطت الصحف الخبر الذي أعلنت عنه وكالة "رويترز" حول موافقة العراق على دفع نحو 2.7 مليار دولار من ديون الغاز والكهرباء لإيران، بعد إعفاء بغداد من العقوبات الأميركية. وكان رئيس غرفة التجارة الإيرانية- العراقية المشتركة قد أعلن هذا الخبر في وقت سابق.
الصحف مثل "ستاره صبح" رأت أن هذه الأحداث تجري بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية التي تعمل ربما لخلق بيئة أكثر هدوءا للتوصل إلى اتفاق مع طهران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"جهان صنعت": الدبلوماسية لن ترفع العقوبات.. والصين وروسيا والمتطرفون مستفيدون من معاقبة إيران
قال الخبير في شؤون الطاقة، محمود خاقاني، إن التحركات الدبلوماسية الأخيرة لن تؤدي إلى رفع العقوبات عن إيران، لأن هناك أطرافا داخلية وخارجية مستفيدة من بقاء هذه العقوبات ولن يسمحوا برفعها بشكل كامل، مضيفا: "الهدف من هذه التحركات هو الاتفاق على طريقة للاستمرار في الالتفاف على العقوبات وبيع النفط الإيراني بشكل غير رسمي، فهناك دول مثل روسيا والصين وكذلك التيار المتطرف في إيران مستفيدون من هذه العقوبات، وبالتالي فإن الاتفاق المرتقب لن يهدد مصالح هؤلاء".
ورأى الكاتب في مقابلته مع صحيفة "جهان صنعت" أنه من المحتمل أن يتوصل الأطراف إلى اتفاق تتعهد إيران بموجبه بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، وفي المقابل يسمح لها بتصدير مليون برميل نفط يوميا، لكن تبقى "أساطيل الأشباح" تتولى مهمة بيع الجزء الآخر من النفط الإيراني.
"توسعه إيراني": الهجوم على الملالي والشرخ بين الشعب والحكام
أشارت صحيفة "توسعه إيراني" إلى الهجوم على أحد رجال الدين في أحد المساجد بمدينة مشهد، شمال شرقي إيران، قبل أيام. وقالت إن هذه الحالات وتكرارها يبين حجم "الامتعاض الشعبي"، و"الشرخ بين الشعب والنظام".
وذكرت الصحيفة تراجع شعبية رجال الدين في إيران، وكيف أنهم لم يعودوا من "المعتمدين" في المدن. وأشارت إلى حالة من العزوف عن المساجد والصلاة خلف رجال الدين هؤلاء، ما دفع السلطات إلى إغلاق الكثير من المساجد بسبب عدم رغبة الناس في الحضور إليها.
ورأت الصحيفة أن هذه الهجمات على الملالي دليل على الشرخ بين الشعب والحكام، مؤكدة أن الحكومة نفسها عامل رئيسي في تشديد هذا الشرخ والثنائية القطبية في البلاد.
"جمهوري إسلامي": مقارنة بين الاتحاد السوفياتي والجمهورية الإسلامية.. تشكيل طبقة خاصة تحتكر المشهد السياسي
قارنت صحيفة "جمهوري إسلامي" بين طبيعة النظام الإيراني وطبيعة نظام الاتحاد السوفياتي، وقالت إن أحد العوامل الرئيسية في انهيار الاتحاد السوفياتي هو خلق طبقة جديدة تتمتع بمزايا وحقوق يحرم منها عامة الشعب، وهي طبقة تتعارض مع فلسفة وجود الاتحاد السوفياتي الذي قام على أساس شعارات العدالة والمساواة.
وذكرت الصحيفة أنه من الضروري أن ينظر الساسة الإيرانيون إلى مصير الاتحاد السوفياتي ويكون لهم درسا وعبرة. وكتبت: "يجب أن يتعلم قادة النظام الإيراني من دروس انهيار الاتحاد السوفياتي، فنظام الجمهورية الإسلامية الذي تأسس على مبدأ العدل والمساواة سرعان ما أنتج طبقة جديدة بشكل أسرع من الاتحاد السوفياتي نفسه، وهذه الطبقة تتعارض مع مبدأ وجود نظام الجمهورية الإسلامية".
وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من تعارض النظامين من حيث الموقف من الدين حيث حارب الاتحاد السوفياتي كل مظاهر الدين فيما أبرزها النظام الإيراني ودافع عنها إلا أن كلا منهما مُني بمصير واحد فيما يتعلق بظهور طبقة خاصة في المجتمع والمشهد السياسي.
وقالت الصحيفة إن الشعب الإيراني ليس مثل شعب كوريا الشمالية لكي يرضى بوجود نظام سياسي مغلق، محذرة من استمرار ظهور هذه الطبقة على مستقبل البلاد واستقرارها.