سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 7 يونيو (حزيران)، الضوء على خبر الكشف عن صاروخ "فرط صوتي" الذي أعلن عنه الحرس الثوري، وسط توتر بين طهران والغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني، ودعم الغزو الروسي لأوكرانيا، وانتهاكات النظام لحقوق الإنسان.
الصحف المقربة من النظام تفننت في عناوينها حول الموضوع- الذي سيكون كفيلا لتصاعد الخلافات مع الغرب- وعنونت صحيفة "كيهان" على سبيل المثال بـ"400 ثانية حتى إسرائيل"، ونقلت "خراسان" كلام المسؤولين العسكريين الإيرانيين الذين زعموا أنه لا توجد منظومة دفاع جوي قادرة على التصدي للصاروخ الإيراني الجديد. أما "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، فعنونت في المانشيت بـ"المدمر وغير الصبور"، في إشارة إلى فاعلية الصاروخ وسرعته في الوصول إلى أهدافه، كما ذهبت صحف أخرى إلى أن الصاروخ هو "فتح الفتوح" في مجال القدرات العسكرية، وقالت إنه "كابوس إسرائيل الجديد".
لكن في مقابل الاحتفاء من قبل صحف النظام نجد بعض الصحف مثل "هم ميهن" تنظر إلى القضية من زاوية قلقة، حيث تناولت المواقف الدولية السلبية بعد إعلان إيران عن صاروخها الجديد.
وفي رفض لدعاية النظام قالت الصحيفة إن امتلاك القوة العسكرية لا يكفل بقاء الأنظمة والدول، مشيرة إلى تجربة الاتحاد السوفيتي الذي انهار وتفكك من الداخل على الرغم من ترسانة الأسلحة الهائلة التي كان يملكها.
من الموضوعات الأخرى التي حظيت كذلك باهتمام صحف اليوم هي أخبار التفاهمات الحاصلة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحريك المياه الساكنة للاتفاق النووي بعد شهور من الجمود.
صحيفة "أرمان أمروز" عنونت في صفحتها الأولى بالقول: "رائحة الاتفاق المؤقت"، موضحة أن كل المؤشرات توحي بقرب توصل الأطراف النووية إلى اتفاق مع إطهران، لكن وبسبب التغييرات والتطورات الحاصلة خلال السنوات الماضية فإنه لا يتوقع إبرام اتفاق دائم، وإنما سيكون هناك اتفاق مؤقت بين إيران والدول الغربية.
صحيفة "ستاره صبح" لفتت إلى أهمية التوصل إلى اتفاق كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإنهاء الملفات العالقة، ونقلت عن المحلل السياسي، قاسم محب علي، قوله إن عدم الاتفاق مع الوكالة الدولية يعني استمرار العقوبات المفروضة على طهران، وتعثر محاولات إحياء الاتفاق النووي.
على صعيد منفصل أشارت صحيفة "اعتماد" إلى إعادة افتتاح السفارة الإيرانية في المملكة العربية السعودية، أمس الثلاثاء، بعد 7 سنوات من القطيعة جراء الهجوم على السفارة السعودية في طهران عام 2016.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة "أبرار" تصريح محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني والذي قال إن المفاوضات مع المملكة العربية السعودية لاستئناف العلاقات بدأت في عهد الحكومة السابقة وليس حكومة رئيسي الأصولية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": يجب تهديد الدول التي تشارك في العقوبات على إيران بصاروخ "فتاح" الجديد
هددت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، في مقالها الافتتاحي الدول التي "تناصب إيران العداء"، وقالت إن صاروخ "فتاح" الجديد ستكون له رسالة واضحة لهذه الدول، وإن الرسالة لن تكون محصورة على الجانب الدفاعي والعسكري، وإنما ستشمل أيضا الجوانب الاقتصادية والسياسية وحتى الثقافية.
وأوضح الكاتب بالصحيفة، سعد الله زارعي، أنه لا ينبغي التفريق بين الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية وبين الجانب العسكري، ما يعني أن "لجوء الأعداء إلى العقوبات غير القانونية التي ستضر بمصالح إيران يعطي مبررا لطهران للقيام بأعمال تخريبية تضر بمصالح الأعداء بأي وسيلة كانت".
وقالت الصحيفة إن هذه "القدرة العسكرية لإيران ستؤدي إلى قوة ردعية في المجال الاقتصادي والسياسي". بعبارة أخرى فإن الصحيفة وكاتبها أشارا بشكل غير مباشر إلى استخدام مثل هذه القدرات الصاروخية ضد الدول التي ستكون لها مواقف سياسية واقتصادية معارضة لطهران، وهو ما يتعارض مع ادعاءات المسؤولين الإيرانيين الذين لا ينفكون عن القول إن القدرات العسكرية لإيران هي ذات طبيعية دفاعية، وأنها "رسالة سلام لدول المنطقة والمظلومين في العالم"، كما ادعى الرئيس الإيراني، أمس الثلاثاء، خلال مشاركته في الكشف عن الصاروخ الجديد.
"توسعه إيراني": الإعلان عن صاروخ جديد سيخلق توترات جديدة مع الغرب
في المقابل انتقدت صحيفة "توسعه إيراني" توقيت الإعلان عن الصاروخ الجديد، وتساءلت بالقول هل يمتلك الحرس الثوري الذي كشف عن صاروخه الجديد حلولا للخلافات وللمشكلات التي ستواجه إيران بسبب هذه الصواريخ؟".
وذكرت الصحيفة أن هذا "الإنجاز" العسكري سيعود بالضرر على التفاهمات التي حصلت مؤخرا بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك تعكر الأجواء الإيجابية الموجودة في الوقت الراهن.
"أرمان ملي": أطراف في منظومة الحكم في إيران أدركت رسالة الاحتجاجات الأخيرة
في مقابلة مع صحيفة "أرمان ملي" أشار الكاتب والمحلل السياسي الإصلاحي، صادق زيبا كلام، إلى الاحتجاجات الشعبية الأخيرة والتي اندلعت عقب حادثة مقتل مهسا أميني وراح ضحيتها مئات القتلى والمصابين، ونوه إلى أهمية هذه الاحتجاجات وخطورتها، معتبرا أنها شكلت نقطة تحول في الحالة السياسية الإيرانية.
كما رأى زيبا كلام أن أطرافا من السلطة ومنظومة الحكم في إيران أدركت أهمية هذه الاحتجاجات وفهمت الرسالة، وباتت مؤمنة أن جيل الشباب اليوم هو جيل منتقد لما يجري في البلاد، ومعارض للنظام في أحيان كثيرة.
ورفض الكاتب الإصلاحي حصر العوامل والمسببات التي فجرت الاحتجاجات بالعامل الاقتصادي، وقال إن النظام يحاول في كثير من الأحيان حصر هذه العوامل على الاقتصاد ولوم الحكومة الفلانية أو الرئيس الفلاني، لكن الحقيقة هي أن العامل الرئيسي الذي قاد إلى الاحتجاجات الأخيرة هو "اليأس" من إصلاح النظام والأوضاع، مما جعل الشباب لا يفكر في شيء سوى الهجرة من البلد.