يزداد الحديث عن عودة العلاقات بين طهران والقاهرة بعد عقود طويلة من القطيعة التي حدثت عقب انتصار الثورة الإيرانية عام 1979، واستقبال الرئيس المصري آنذاك أنور السادات لشاه إيران محمد رضا بهلوي، وتسمية أحد شوارع العاصمة باسم خالد الإسلامبولي الذي قام بعملية اغتيال السادات عام 1981.
الحديث عن عودة العلاقات، الذي أبرزته الصحف الإيرانية اليوم الأربعاء 31 مايو (أيار)، بشكل ملحوظ جاء على خلفية تصريح للمرشد الإيراني علي خامنئي قبل يومين أثناء لقائه بسلطان عمان، هيثم بن طارق آل سعيد، حيث ذكر خامنئي أن طهران مستعدة لإحياء العلاقات مع القاهرة، ليتبع بعد ذلك تصريح للمتحدث باسم الحكومة قال فيه إن الرئيس إبراهيم رئيسي أمر وزارة الخارجية الإيرانية بالعمل في هذا المسار، واتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة العلاقات بين البلدين.
صحيفة "ابتكار" عنونت في المانشيت وكتبت بخط عريض: "خطوة واحدة لعقد الوئام بين طهران والقاهرة"، ناشرة صورة كبيرة للرئيسين الإيراني والمصري وكأنهما يتصافحان.
في شأن آخر تطرقت الصحف مثل "فرهيختكان" إلى التصريحات الإعلامية التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون حول "التوصل إلى اتفاق" مع الوكالة الدولية للطاقة النووية حول أحد المواقع النووية المشبوهة في إيران.
وكانت وكالة "مهر" للأنباء أعلنت عن "حل" ما يسمى بقضية "آباده" بعد مفاوضات طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بعد يومين من نشر خبر "إيران إنترناشيونال" الحصري حول إمكانية مرونة النظام الإيراني في الملف النووي.
ورأت صحيفة "ستاره صبح" أن هذه التطورات والتحركات الدبلوماسية تنبئ بإمكانية التوصل إلى اتفاق حول أهم ملف في هذا السياق ألا وهو الملف النووي، ونقلت عن بعض المحللين قولهم إن المناخ السياسي الدولي بات مواتيا الآن للتوصل إلى اتفاق حول هذا الملف، أما صحيفة "تجارت" فعنونت بـ"عودة الآمال بإحياء الاتفاق النووي".
صحيفة "اعتماد" نقلت انتقادات المحامين لهذه المحاكمة المغلقة، والتي تتعارض مع صريح الدستور الذي ينص على ضرورة عقد المحاكمات التي تجري للصحافيين والسياسيين بشكل معلن وبحضور الجمهور، كما انتقد هؤلاء المحامون رفض المحكمة السماح لهم بالدفاع عن الصحافيتين.
اقتصاديا أشادت صحيفة "إيران"، الصادرة عن الحكومة، بإنجازات حكومة رئيسي، وقالت إن البعض يعتبر هذه الحكومة مجرمة ومخلة بواجباتها، وذلك بسبب مساهمتها ودورها في "وضع قطار البلاد على سكة التقدم والقوة"، مدعية أن الاحتجاجات التي اندلعت العام الماضي "كانت تهدف للانتقام من هذه الحكومة" وإفشال مسيرتها التقدمية.
في موضوع منفصل علقت صحيفة "هم ميهن" على عقد النظام محاكمة غير علنية للصحافيتين، نيلوفر حامدي، وإلهه محمدي، اللتين تم اعتقالهما على خلفية تغطية أحداث مقتل مهسا أميني، بعد أن وجهت لهما تهم الإضرار بالأمن القومي الإيراني و"التعاون مع دولة عدوة".
صحيفة "اعتماد" نقلت انتقادات المحامين لهذه المحاكمة المغلقة، والتي تتعارض مع صريح الدستور الذي ينص على ضرورة عقد المحاكمات التي تجري للصحافيين والسياسيين بشكل معلن وبحضور الجمهور، كما انتقد هؤلاء المحامون رفض المحكمة السماح لهم بالدفاع عن الصحافيتين.
اقتصاديا أشادت صحيفة "إيران"، الصادرة عن الحكومة، بإنجازات حكومة رئيسي، وقالت إن البعض يعتبر هذه الحكومة مجرمة ومخلة بواجباتها، وذلك بسبب مساهمتها ودورها في "وضع قطار البلاد على سكة التقدم والقوة"، مدعية أن الاحتجاجات التي اندلعت العام الماضي "كانت تهدف للانتقام من هذه الحكومة" وإفشال مسيرتها التقدمية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": فرصة إحياء الاتفاق النووي باتت ممكنة
قال المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، عبد الرضا فرجي راد، لصحيفة "ستاره صبح" إن زيارة سلطان عمان إلى طهران شملت الحديث عن الاتفاق النووي وفرص إحياء هذا الاتفاق، وذكر أن المفاوضات النووية وصلت إلى نقطة توجب على صناع القرار في إيران اتخاذ قرارات صريحة ومحددة.
ونوه فرجي راد إلى أن الاحتجاجات الماضية في إيران والضغوط التي تعرضت لها طهران في تلك الفترة جعلت إمكانية إحياء الاتفاق النووي والعودة إلى المفاوضات أمرا مستحيلا، لكن الآن وبعد هدوء نسبي فيجب على النظام استغلال هذه الفرصة والتوقيع على الاتفاق النووي، الذي يعد شرطا أساسيا لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للبلاد.
كما لفت فرجي راد إلى التحركات التي تقوم بها كييف وجهود رئيسها المستمرة التي تحاول اتهام إيران بالضلوع في الحرب على أوكرانيا، وأكد حنكة زيلنسكي ومهارته في فرض ضغوط على طهران، وكذلك كسب مزيد من الدعم الغربي في مواجهة روسيا.
"آرمان ملي": تحديات أمام إحياء العلاقات بين طهران والقاهرة
تطرق الكاتب والمحلل السياسي، قاسم محب علي، إلى التحديات التي تواجه عملية عودة العلاقات بين طهران والقاهرة، مشيرا إلى التاريخ الطويل من التوترات والخلافات بين البلدين منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية وتبني إيران موقفا عدائيا تجاه مصر.
الكاتب أشار في مقاله بصحيفة "أرمان ملي" إلى المحاولات السابقة الرامية لإحياء العلاقات في عهد الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، وكيف أنها منيت بالفشل نتيجة مواقف التيار المتشدد في إيران، ورفضه تغيير اسم أحد الشوارع الذي أطلقته إيران باسم قاتل الرئيس المصري أنور السادات.
وتحدث الكاتب عن الأهمية السياسية لعودة العلاقات بين طهران والقاهرة، لكنه أوضح أنه لا ينبغي لإيران أن تعول كثيرا على المنفعة الاقتصادية لعودة العلاقات، إذ إن مصر هي الأخرى تعاني من أزمات اقتصادية، بالإضافة إلى العقوبات المفروضة على إيران والتي ستكون مانعا رئيسيا أمام استثمار أي تحسن في العلاقات السياسية مع الدول الأخرى.
وأوضح محب علي أن أي تحسن بالوضع الاقتصادي الإيراني مرهون بحل مشاكل طهران مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية.
"آفتاب يزد": لا ينبغي تجاهل قدرة طالبان وإثارة غضبها
قال المحلل السياسي، علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "آفتاب يزد" إن "إيران في حاجة إلى طالبان"، مشددا على خطورة بعض الأصوات التي تدعو إلى اعتماد القوة والخيار العسكري للتعامل مع الحركة، وأوضح أن مثل هذه الخيارات لا تخدم مصالح إيران القومية ولا علاقاتها الدولية.
ولفت الكاتب إلى المواقف الدولية والإقليمية من التوتر الأخير مع طالبان، وقال إن الصين في هذا التصعيد قد التزمت الصمت، فيما تحدثت روسيا بكلام عام فضفاض، وقال إن هذه الدول تنظر إلى مصالحها حصرا، مؤكدا أن للصينيين دورا في بناء السدود في أفغانستان، ولديهم "علاقات خاصة" مع حركة طالبان، لكنهم فضلوا الصمت في هذا التصعيد وهو "خيار معقول وسلوك إيجابي".
كما أشار الكاتب إلى مواقف دول أخرى مثل السعودية وتركيا والإمارات وقطر حيث التزمت هي الأخرى الصمت حيال ما جرى في الأيام الأخيرة.
وقال بيكدلي إن طالبان لها سجل طويل من حرب العصابات، وهم بمقدورهم خوض حرب طويلة، لهذا فإنه من الأصلح عدم تجاهل قدرتهم، كما أنه يتوجب على إيران عدم إثارة غضب الحركة واستفزازها، مشيدا بصمت طهران و"تنازلها عن حقها" والعمل على أساس مبدأ "ضبط النفس" لإتاحة الفرصة للدبلوماسية وسياسة البحث عن حلول نافعة.