اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 23 مايو (أيار)، على نطاق واسع بخبر استقالة أمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني، وتعيين قيادي في الحرس الثوري بدلا منه، بعد أنباء عن خلافات بين شمخاني ومسؤولين آخرين ذوي نفوذ في صناعة القرار الإيراني.
صحيفة "أرمان أمروز" اعتبرت شمخاني بأنه "آخر مسؤول في الحكومة لا ينتمي إلى التحزبات الفئوية والتيارات السياسية بعد أن تولى المنصب 8 سنوات في عهد حكومة روحاني". أما "آفتاب يزد" فلفتت إلى أن تعيين علي أكبر أحمديان خليفة لشمخاني لم يكن متوقعا، وإن المرشد قام أولا بتعيينه في مجلس الأمن القومي، ثم عينه رئيس الجمهورية أمينا لهذا المجلس في خطوة سريعة ومنسقة.
صحيفة "جمله" نوهت إلى أن شمخاني قد "أقيل" من منصبه ولم يستقل طوعيا، وعنونت في مانشيت اليوم: "العزل بالإيماء والإشارة".
وتساءلت صحيفة "اعتماد" عما إذا كان السبب وراء "عزل" أمين مجلس الأمن القومي هو خوف المتطرفين من إحياء الاتفاق النووي، بعد أن نجح شمخاني في التفاوض مع المملكة العربية السعودية والاتفاق على استئناف العلاقات بعد قطيعة دامت 7 سنوات.
في موضوع اقتصادي علقت بعض الصحف حول ما أعلن عنه مركز الإحصاء الإيراني من أن نسبة التضخم بلغت 55%، وهي أعلى نسبة له منذ 10 سنوات، لكن الصحف لفتت إلى تقرير لموقع "أکو إيران" والذي نقل عن مصدر مطلع قوله إن نسبة التضخم للشهر الماضي في إيران بلغت 68.8%، وليس كما أعلن عنه مركز الإحصاء الإيراني قبل أيام.
صحيفة "تجارت" الاقتصادية لفتت كذلك في تقريرها الرئيسي إلى الميزانية التي تعاني من عجز شديد هذا العام، وذكرت أن العام الإيراني المنصرم شهد عجزا بمقدار 794 مليار تومان في ميزانية الحكومة، كما أن ديون الحكومة للقطاع المصرفي بلغت 3000 ألف مليار تومان، ووصفت هذه الحالة بـ"وضع مرعب في عجز الميزانية".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"مردم سالاري": أمين مجلس الأمن القومي تم عزله ولم يستقل
سلطت صحيفة "مردم سالاري" الضوء على استقالة أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، والتي تمت بشكل غامض ومستعجل بعد فترة من الحديث عن الاستقالة ووجود خلافات بين شمخاني وقيادات أخرى في منظومة الحكم.
الصحيفة ذكرت أن الاستقالة تم الإعلان عنها بشكل غامض من شمخاني نفسه عبر "تويتر" الذي يحجبه النظام عن المواطنين، وقالت إن اختيار شمخاني لهذه المنصة الاجتماعية، وكذلك تأكيد موقع "نور نيوز" المقرب من مجلس الأمن القومي هذه الاستقالة عبر منصة "تويتر" كذلك تكشف مدى عدم اقتناع المسؤولين الأمنيين بجدوى الحجب، وعدم اختيار تطبيقات داخلية معروفة بضعفها وسوء جودتها للإعلان عن الاستقالة.
كما أوضحت الصحيفة أن استقالة شمخاني لم تكن شبيهة بالاستقالات السابقة في حكومة رئيسي، وهي أقرب إلى "العزل" منها إلى الاستقالة، وذلك كونه ينتمي إلى المسؤولين في عهد حسن روحاني.
ونقلت الصحيفة كلام الناشط السياسي الإصلاحي، أحمد زيد آبادي، الذي تساءل عن جدوى هذا التغيير وماهية الإجراءات التي من المقرر أن يعتمدها المسؤول الجديد الذي سيتولى أمانة مجلس الأمن القومي خلفا لشمخاني، وأوضح أن كل شيء غامض وفي هالة من الإبهام حول سبب هذا التغيير وماهية الإجراءات المرتقبة.
"آفتاب يزد": 3 سيناريوهات أمام شمخاني بعد الاستقالة
صحيفة "آفتاب يزد" توقعت 3 سيناريوهات لأمين مجلس الأمن القومي بعد استقالته من منصبه؛ الأول السعي لتشكيل تحالف برلماني لخوض الانتخابات البرلمانية والفوز بمقعد رئيس البرلمان.
والثاني يتمثل في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقرر عقدها بعد عامين، وقالت إن شمخاني يستطيع أن ينال تزكية المعتدلين والإصلاحيين أيضا لخوض هذه الانتخابات، وأن يكون المرشح الرئيسي لمواجهة التيار الأصولي.
أما السيناريو الثالث لشمخاني في المستقبل هو الابتعاد عن المشهد السياسي والاكتفاء بتقديم استشارات للمرشد علي خامنئي والمؤسسات الأمنية والعسكرية.
"اعتماد": إنقاذ إيران لا يتم عبر إسقاط النظام و"حكومة الظل" تعرقل الإصلاحات
في موضوع آخر علق الباحث، حميد رضا جلالي بور، على دعوات إسقاط النظام، وقال إن طريقة إنقاذ البلاد لا تمر عبر إسقاط النظام، وإنما يتأتى ذلك عبر رضوخ السلطة إلى الإصلاحات السياسية.
وأضاف الكاتب في مقاله بصحيفة "اعتماد" إلى أنه، ومنذ بداية تولي الإصلاحيين الحكم، حاولت الدولة الموازية أو ما يسمى بـ"حكومة الظل" بكافة السبل والإمكانات التي بحوزتها الوقوف بوجه الإصلاح، لكي تؤكد للناس بأنه لا جدوى من مشاركتهم في المشهد السياسي والانتخابات.
وأضاف جلالي بور: عندما رفع المتظاهرون شعار "لا إصلاحيين ولا أصوليين.. انتهت الحكاية"، في إشارة إلى مطلب إسقاط النظام، لم نر تراجع الهيمنة السلطوية في البلاد بل ازدادت هذه القبضة، معتقدا أن إنقاذ إيران لا يتم عبر إسقاط النظام بل عبر قبول السلطة الحاكمة الإصلاحات.