يستمر التصعيد والتوتر بين حركة طالبان والنظام الإيراني حول المياه، حيث تتهم طهران الحركة بمنع وصول المياه من نهر هلمند وهو ما ينتهك اتفاقية قديمة بين طهران وكابل، لكن قيادات طالبان تنفي هذه الاتهامات وتؤكد حصول جفاف في منبع النهر قلل وصول المياه إلى إيران باستمرار.
لكن الإعلام في إيران وحتى تصريحات المسؤولين بمن فيهم رئيس الجمهورية ووزير الخارجية تظهر تشكيكا إيرانيا في رواية طالبان.
صحيفة "جمهوري إسلامي" المتشددة في مواقفها تجاه حركة طالبان دعت طهران إلى استرجاع السفارة الأفغانية من طالبان بعد أن سلمتها طهران لهم في وقت سابق، وذكرت أن حركة طالبان تحاول توريط إيران في مستنقع "الحرب" داخل أفغانستان.
وادعت الصحيفة أن زعزعة أمن المنطقة وإدخال إيران في حرب عسكرية هي مهمة تكفلت بها حركة طالبان بالنيابة عن الولايات المتحدة الأميركية. كما قالت صحيفة "آرمان ملي" إن طالبان جاءت إلى السلطة بقوة السلاح ولا يمكن التعامل معها إلا بمنطق القوة.
من الموضوعات التي أبرزتها بعض الصحف كذلك تصريحات المرشد علي خامنئي حول إظهار "المرونة" التي اعتمدتها إيران أثناء الاتفاق النووي، وقوله إن هذه المرونة مطلوبة في بعض الأحيان.
الصحف الإصلاحية استغلت هذه التصريحات ودعت إلى مزيد من إظهار المرونة، كما فعلت "اطلاعات". فيما رأت صحيفة "هم ميهن" أن تصريحات خامنئي تمهيد لإبرام إيران اتفاقا نوويا جديدا مع القوى الكبرى.
وأشارت إلى تصريحات أعضاء مجموعة الدول السبع خلال اجتماعهم الأخير في اليابان والتي يفهم منها أن هذه الدول تسعى لاتفاق نووي جديد مع طهران، وقالت إن تصريحات خامنئي تعزز هذه الفرضية بقوة.
وفي شأن اقتصادي تناولت صحيفة "اعتماد" الحديث عن جولة جديدة من "الإصلاحات الاقتصادية" وقالت إن هذه الإصلاحات التي يتم الحديث عنها لا ينبغي أن تبدأ برفع أسعار الوقود، وأشارت إلى ردود الفعل الغاضبة من الشارع أثناء رفع أسعار الوقود في حكومة روحاني والتي ترتب عليها اندلاع أكبر مظاهرات عرفتها إيران منذ أكثر من 40 عاما.
أما صحيفة "اقتصاد بويا" فلفتت إلى تسمية هذا العام الذي أطلق عليه خامنئي عام "السيطرة على التضخم". وقالت إنه من الأولى تسمية هذا العام عام "ربيع الغلاء"، مؤكدة أن الأرقام والإحصاءات تظهر ارتفاع الأسعار في كافة القطاعات والمجالات الحيوية في إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"هم ميهن": إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي فسيكون الخيار العسكري واردا
قال السفير الإيراني السابق في بريطانيا، جلال ساداتيان، في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" إن هناك مسودة لاتفاق نووي جديد يتم العمل عليها في ضوء التطورات الأخيرة، وأن عمان حملت رسائل إلى إيران تدل على تفاهم بين الأطراف للذهاب إلى اتفاق جديد، موضحا أن النص السابق الذي قدمه مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، لم يعد يرضي الأطرف.
كما لفت ساداتيان إلى أن تصريحات خامنئي أمس السبت حول ضرورة إظهار المرونة واعتبارها ضرورة في بعض الأوقات تعتبر تمهيدا لهذا الاتفاق الجديد ومقدمة للتغيير في السياسة الخارجية لإيران.
أما الباحث قاسم محب علي فأشار إلى مواقف أعضاء مجموعة السبع تجاه ملف إيران النووي، وقال إنه وبالنظر إلى الظروف الصعبة التي تمر بها إيران والضغوط التي تتعرض لها فإنه وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع القوى الكبرى فإن عقوبات اقتصادية كبيرة ستفرض على إيران مرة أخرى كما أن احتمالية الخيار العسكري ضد برنامج إيران النووي ستبقى مطروحة على الطاولة.
"آرمان ملي": طالبان تعاملت بحكمة أكثر من طهران في الخلاف حول حصة إيران من المياه
قال البرلماني السابق حشمت فلاحت بيشه في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" إن إيران ارتكبت خطأ في سياساتها خلال تعاملها مع حركة طالبان، موضحا أن الخطأ تجسد في تسليم طهران السفارة الأفغانية إلى ممثلين عن الحركة.
وفي الوقت نفسه، انتقد فلاحت بيشه تصريحات الرئيس الإيراني قبل أيام حين هدد طالبان وقال إنه ما كان ينبغي للرئيس الإيراني اتخاذ موقف بهذه الحدة والذي قوبل بسخرية واستهزاء من جانب مسؤولين في طالبان كما أنه أدخل الجدل حول المياه بين طالبان وإيران إلى مرحلة جديدة.
ولفت الكاتب إلى رد فعل طالبان الرسمي حيال تهديدات الرئيس الإيراني، وقال إن مسؤولي طالبان تعاملوا بحكمة ومنطق أكبر، حيث أصدروا بيانا أوضحوا فيه وجهة نظرهم وطالبوا طهران بتبني دبلوماسية سلمية وتجنب التصريحات التي من شأنها تصعيد الموقف.
"جمهوري إسلامي": طالبان تسعى لجر إيران إلى صراع عسكري
قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن سياسات حركة طالبان ومواقفها الأخيرة تؤكد أن الغاية منها هو جر إيران إلى صراع عسكري واستنزاف، بعد توريطها في مستنقع الحرب في أفغانسان، مدعية أن اتفاق الانسحاب الأميركي من أفغانسان في الدوحة تضمن أن تقوم طالبان نيابة عن الولايات المتحدة الأميركية بافتعال صراع عسكري في الجهة الشرقية لإيران وزعزعة الأمن والاستقرار فيها.
وذكرت الصحيفة في مقالها الذي حمل عنوان "لا تلعبوا في ملعب طالبان"، أنه من الضروري اتخاذ موقف حاسم ورادع تجاه الحركة وإن كان هذا الموقف لا يعني بالضرورة العمل العسكري، لكن يجب أن تظهر طهران قوة وصرامة أقوى وتبتعد عن "المواقف الانفعالية" ودعت إلى ضرورة تشكيل لجنة من الخبراء لتفقد مياه نهر هلمند والتأكد من صحة مزاعم طالبان التي تقول إن المياه في النهر انحسرت بشكل طبيعي وليس بسبب السد الموجود على النهر.
كما نوهت الصحيفة إلى أن حركة طالبان تبنت ردين على إيران بعد تهديدات الرئيس الإيراني؛ الأول كان موقفا رسميا تمثل في إصدار بيان من الحركة دعا إيران إلى تجنب "الألفاظ غير المناسبة" عند الحديث عن موضوع المياه وأكد حرص طالبان على الوفاء بتعهداتها الدولية حول حصة إيران المائية.
أما الموقف الثاني فتمثل في سخرية واستهزاء مسؤولين في الحركة من التهديدات الإيرانية وتأكيدهم الاستعداد لمواجهة إيران عسكريا وهو ما يظهر رغبة الحركة في توريط إيران في صراع عسكري.