جدل وكتابات مكثفة في الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية هذه الأيام حول الانتخابات في إيران، وكيف أنها أصبحت بلا أهمية لدى المواطن الذي يعتبرها صورية ولا مجال للتنافس الحقيقي فيها في ظل الرقابة الصارمة التي تفرضها مؤسسات معروفة بمواقفها المتشددة وقربها من التيار الحاكم بقيادة المرشد.
الجدل أثير على خلفية الانتخابات التركية، والروح التنافسية التي سادت هذه الانتخابات، وحاولت كتابات عدة عقد مقارنات بين الانتخابات في إيران وتركيا، وتقديم مقترحات لجعل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مماثلة أو قريبة من تلك التي شهدتها تركيا قبل أيام.
صحيفة "اعتماد" في عدد اليوم، الخميس 18 مايو (أيار)، أجرت مقابلة مع الناشط السياسي الإصلاحي، محمد جواد حق شناس، الذي توقع شتاء باردا بالنسبة للانتخابات البرلمانية المقرر عقدها بعد 9 أشهر من الآن تقريبا، وأوضح أن المواطن في إيران بات ينظر بشك وريبة للانتخابات، ولا يعتقد أن لمشاركته فيها تأثير يذكر، لهذا لا يرى جدوى من المشاركة والتصويت.
البرلماني السابق، حشمت فلاحت بيشه، قال لصحيفة "ستاره صبح" إن الانتخابات التنافسية هي التي رفعت من نسبة المشاركة في تركيا، وإن المواطن التركي بات يشعر أن لصوته أهمية في تحديد مصير البلاد، وهو ما لا نراه في الحالة الإيرانية.
في موضوع منفصل أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى التصعيد الجديد بين طهران وباكو، حيث بادرت هذه الأخيرة باعتقال 9 أفراد بتهمة بالتآمر وتنفيذ خطط إيرانية للقيام بـ"اغتيال مسؤولين" أذربيجانيين وكذلك "محاولة انقلاب" على الدولة.
صحيفة "أرمان أمروز" انتقدت موقف الخارجية الإيرانية الضعيف حيال أذربيجان، وقالت إن الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، بدأ مغامرة كبيرة ضد إيران.
صحيفة "نقش اقتصاد" لفتت إلى قرار الحكومة العراقية بمنع التبادل والتعامل بعملة الدولار في العراق، وانعكاسات ذلك على أسعار العملة الأجنبية في إيران، وتوقعت أن يشهد الدولار ارتفاعا جديدا نظرا لتبعية سوق العملات الأجنبية في إيران للتعاملات غير الرسمية مع الدولار في السوق العراقية.
من الموضوعات الأخرى التي حظيت كذلك باهتمام الصحف الصادرة اليوم، تصريحات المرشد علي خامنئي حول أهمية الحج، وتأكيده على أداء مراسم "البراءة من المشركين"، وهو موضوع تختلف عليه إيران والمملكة العربية السعودية، حيث ترى الرياض ضرورة عدم تسييس الحج، واستخدامه لأغراض سياسية للدول والبلدان، كما دعا خامنئي إلى ضرورة التواصل مع الحجاج الآخرين دون أن يبين طبيعة هذا التواصل وماهيته.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": دون إصلاحات جذرية في إيران لا أمل في مشاركة شعبية واسعة في الانتخابات
في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" رأى الناشط السياسي، محمد جواد حق شناس، أن الإيرانيين لم يعودوا يرغبون في المشاركة في الانتخابات إذا لم يلمسوا حدوث إصلاحات أساسية، لأنهم باتوا يشعرون بأنه لا جدوى من مشاركتهم في هذه الانتخابات التي تتم هندستها من قبل مؤسسات أخرى.
وعن طبيعة الإصلاحات المطلوبة لتسخين أجواء الانتخابات وتشجيع المواطنين على المشاركة فيها يعتقد حق شناس أنه ينبغي أن تكون الانتخابات تنافسية بشكل حقيقي، وأن تكون أصوات المواطنين ومشاركتهم ذات تأثير ملموس في تحديد مصير البلاد وطبيعة السياسة المعتمدة فيه.
وأضاف الكاتب أنه ودون هذه الإصلاحات الجذرية مثل إنهاء الرقابة على المرشحين، والاعتراف بوجود الأحزاب، وحضور النخب المختلفة في مجلس خبراء القيادة الذي يشرف على أداء المرشد، فلا أمل في مشاركة شرائح واسعة من الإيرانيين في الانتخابات التي يدعو لها النظام الحاكم، ويرغب في أن يرى حضورا واسعا من المواطنين.
"أرمان ملي": لا إشارات لإحياء الاتفاق النووي والخلافات بين طهران واشنطن باتت كبيرة للغاية
في مقاله بصحيفة "أرمان ملي" قال الباحث والمحلل السياسي، أمير علي أبو الفتوح، إنه لو توجد أي بوادر أو إشارات لإحياء المفاوضات النووية، لافتا إلى أن الخلافات بين طهران وواشنطن باتت كبيرة للغاية وتزاد وتتسع رقعتها يوما بعد يوم.
وأضاف الكاتب: إذا كانت الخلافات في السابق محصورة على قضايا مثل الدور الإقليمي لإيران في المنطقة، والقدرات الصاروخية لطهران، وقضايا حقوق الإنسان إلا أنه أضيفت الآن قضايا جديدة على هذه الخلافات، على رأسها موضوع الحرب الأوكرانية التي تُتهم طهران بدعم موسكو في حربها ضد كييف.
"اقتصاد بويا": البرلمان تسبب في "كارثة" اقتصادية
قالت صحيفة "اقتصاد بويا" إن الصناعة في إيران أوشكت على الدمار والإفلاس بسب حالة الجمود الاقتصادي والعقوبات الدولية المفروضة على البلاد، وهاجمت البرلمان الذي منع قبل سنتين حكومة رئيس الحكومة السابقة حسن روحاني من العودة إلى الاتفاق النووي، مؤكدة أن عدم إحياء الاتفاق النووي خلق "كارثة" اقتصادية في إيران.
وهاجمت الصحيفة نواب البرلمان بسبب فضيحة الفساد وحصولهم على سيارات حديثة من وزارة الصناعة، في الوقت الذي تعاني فيه الحكومة من العجز في توفير رواتب العمال والموظفين.
وقالت "اقتصاد بويا" إن هذا التبذير والإنفاق غير الضروري يجبر الحكومة على اللجوء إلى الاقتراض من البنوك وطباعة النقود بشكل غير مدروس، وهو ما يقود بطبيعة الحال إلى زيادة نسبة التضخم التي تعود بالويل على مختلف الفئات مثل المعلمين والعمال الذين باتت رواتبهم لا تنسجم مع التضخم الكبير في البلد.