حظي موضوع التضخم باهتمام ملحوظ في صحف إيران اليوم، فرغم الوعود التي لا يتوقف المسؤولون عن إطلاقها، ورغم تسمية خامنئي للعام الإيراني الجديد "عام كبح جماح التضخم"، فإن نسب التضخم لا تزال تواصل الارتفاع، ولا يبدو أن هناك آلية عمل قابلة للتطبيق لمواجهة هذه الأزمة المستفحلة.
صحيفة "اطلاعات" المقربة من الحكومة والتي يديرها أشخاص يعينهم المرشد مباشرة، قالت إن الضغط الأكبر اليوم يتحمله المواطن في إيران، لافتة إلى تصريح رئيس البرلمان الذي أكد أن التضخم الكبير هو نتيجة ارتفاع حجم السيولة في البلاد، منتقدا عرقلة الحكومة لعمل رواد الأعمال وأصحاب الشركات، قائلا إن الحكومة تضع العراقيل أمام رواد الأعمال.
وفي سیاق منفصل، علق الباحث والمحلل السیاسی دياكو حسيني على الاتفاق النووي والسيناريوهات المرتقبة لهذا الملف الشائك، وذكر أنه وبالرغم من التصريحات المتبادلة بين إيران والدول المعنية بملف الاتفاق إلا أنه لا مؤشرات حقيقية على قرب التوصل إلى اتفاق، ونوه إلى أن واشنطن لا تظهر جدية في مسار العودة إلى المفاوضات.
وأوضح حسيني لصحيفة "شرق" أن التهم التي وجهت لإيران في دعمها للحرب ضد أوكرانيا لا تزال قائمة وبقوة كما أن الولايات المتحدة الأميركية باتت تقترب أكثر من الانتخابات الرئاسية لعام 2024 ويبدو أن التوصل إلى صيغة حل لملف إيران النووي خلال هذه الفترة المتبقية صعب على إدارة بايدن.
يأتي ذلك وسط مزاعم وادعاءات إيرانية مستمرة بأن الوولايات المتحدة الأميركية تستمر في إرسال الرسائل لإيران وتشجيعها على العودة إلى طاولة المفاوضات، وهو ما ينفيه المسؤولون الأميركيون باستمرار ويؤكدون أن إحياء الاتفاق النووي مع إيران لم يعد ضمن أولوياتهم الآن.
كما اهتمت صحف اليوم بالانتخابات التركية التي عقدت أمس الأحد بمشاركة شعبية واسعة وغير مسبوقة، واعتبرت الصحف أن نتائج هذه الانتخابات ستؤثر بكل تأكيد على مسار التطورات الإقليمية لاسيما في دول مثل العراق وسوريا وأذربيجان وهي ملفات تشترك فيها طهران وأنقرة وتتميز مواقفهما بشكل عام بالضدية والاختلاف فيما تراه كل دولة من هاتين الدولتين الجارتين.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"هم ميهن": التضخم سيواصل الارتفاع ما لم يتم إيجاد حل لملف الاتفاق النووي
لفت الخبير الاقتصادي مرتضى أفقه في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" إلى استمرار ارتفاع نسبة التضخم في إيران والأسباب التي تجعل الحكومة عاجزة عن السيطرة على الأزمة، وذكر أن مشكلة اقتصاد إيران تنبع من وجود العقوبات والحظر الاقتصادي المفروض عليها، مؤكدا أنه دون إحياء الاتفاق النووي لا أمل في خفض نسب التضخم.
وأضاف مرتضى أفقه: "إذا لم تحل مشكلة العقوبات حتى نهاية العام فإن التضخم في البلاد سيتخطى بكل تأكيد نسبة الـ60 في المائة، وهو وما يهدد بمزيد من الانهيار الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
الباحث الاقتصادي ألبرت بغزيان بدوره، قال إن شعار العام الجاري (عام كبح التضخم) هو مجرد نكتة وطرفة، ولا يمكن في ظل الظروف الراهنة والمتوقعة مستقبلا أن تستطيع الحكومة تحقيق هذا الأمر مطلقا.
"شرق": قطع الإنترنت خلال الاختبارات الجامعية انتهاك لحقوق المواطنة
علقت صحيفة "شرق" الإصلاحية على مسارعة الحكومة الإيرانية إلى قطع الإنترنت في كل حادثة تطرأ عليها، وآخرها الإعلان عن تكرار التجارب السابقة في قطع الإنترنت خلال اختبارات الدخول إلى الجامعات في عموم إيران.
الصحيفة أكدت أن هذه الممارسات من قبل الحكومة هي دليل واضح على انتهاك حقوق المواطنة، لافتة إلى أن الإيرانيين باتوا يسخرون من وزارة الاتصالات المعنية بموضوع الإنترنت، حيث غيروا اسم الوزارة على خريطة "غوغل" إلى اسم "وزارة قطع الاتصالات" وليس وزارة الاتصالات.
وكتبت الصحيفة: "قطع الإنترنت حتى لو تم بشكل مؤقت ومرحلي يعد انتهاكا صارخا للدستور وميثاق حقوق المواطنة وميثاق حقوق الإنسان الدولي".
وأوضحت الصحيفة أنه ووفقا للقوانين المقررة، فإن أي ممارسة تحد من حرية الأفراد دون وجود حكم قضائي يمنع منعا باتا وأن الدستور لم يعط لأي وزارة من الوزارات الحق في قطع الإنترنت أثناء الاحتجاجات أو خلال إجراء الاختبارات، منتقدة صمت البرلمان والمؤسسات المعنية إزاء حقوق الشعب الضائعة في هذه القضية.
"آرمان ملي": التطورات في إيران وخارجها دفعت طهران لتغيير استراتيجيتها في التعامل مع دول العالم
لفت الكاتب والمحلل السياسي علي بيكدلي في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" إلى الأحداث الداخلية والخارجية في إيران، وقال إن مجموع هذه التطورات دفع بإيران إلى تغيير استراتيجيتها وإظهار مرونة أكبر في التعامل مع الدول الإقليمية، مشيرا إلى الاتفاق مع المملكة العربية السعودية.
ولفت بيكدلي إلى أن العلاقات بين إيران والسعودية ستبقى محصورة على الجانب الدبلوماسي ولا تنفع إيران كثيرا من الناحية الاقتصادية، مؤكدا أن أهم وسيلة لتحسين الاقتصاد الإيراني هي انضمامها إلى مجموعة العمل المالي (FATF) وخلق انفراجة لها في التعاملات المصرفية مع دول العالم.
كما نوه بيكدلي إلى إطلاق سراح إيران لسجينين فرنسيين قبل يومين، وقال إن هذا الإجراء يأتي كمحاولة من إيران لخطب ود الدول الأوروبية بعد امتناعها عن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.