صبت صحيفة "كيهان" المتشددة جام غضبها على الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي بعد تصريحاته الأخيرة التي اعتبر فيها أن الثورة الإيرانية التي قادها الخميني عام 1979 قد انحرفت عن مسارها، وانتقد السياسات القمعية التي يتعامل بها النظام ضد خصومه السياسيين والمعارضين بشكل عام.
الصحيفة، في عددها اليوم الخميس 11 مايو (أيار)، ردت على دعوة خاتمي لإنهاء الاعتقالات وإطلاق سراح السجناء بالقول إنه "عميل للولايات المتحدة الأميركية وينفذ إملاءاتها حرفيا".
وفي تصريحاته الأخيرة حذر خاتمي السلطات الحاكمة في إيران من خطورة السياسات الحالية، واعتبرها بأنها تمهد لإسقاط النظام عبر تجاهل مطالب الإيرانيين وقمع أصواتهم.
وقال خاتمي في هذا الخصوص: "لقد قلت، من قبل، إن الإطاحة بالنظام ليست ممكنة ولا مرغوبا فيها، ولكن ما يحدث الآن هو الإطاحة بالنظام، ورسالة الإصلاحيين هي أن لا تطيحوا بأنفسكم، ونفذوا الإصلاحات حتى يرضى عنكم المجتمع".
الصحف الإيرانية، لا سيما الإصلاحية، منها اهتمت بتصريحات خاتمي بشكل واسع وكتبت "أرمان امروز" في صفحتها الأولى: "خاتمي يؤكد على أهمية الإصلاحات السلمية"، واستخدمت "أبرار" في مانشيتها عنوان: "المطالب والمقترحات المشفقة لا يتم سماعها".
في شأن اقتصادي علقت صحيفة "اعتماد" على التزايد المستمر في حالات الطلاق بين الإيرانيين، حيث شهدت إيران خلال العقدين الماضيين زيادة مطردة في حالات الطلاق، رغم أن السلطات تحاول باستمرار وضع العراقيل والتحديات أمام العازمين على الانفصال لإثنائهم عن هذا القرار، لكن مع ذلك فإن حالات الطلاق لم تقل بل ازدادت بشكل ملحوظ.
الصحيفة لفتت كذلك إلى تراجع كبير في حالات الزواج والإنجاب، وقالت إنه على الرغم من التسهيلات التي تقدمها الحكومة، التي تشجع على الإنجاب بسبب مخاطر الشيخوخة التي باتت تهدد إيران، إلا أن المواطنين لا يرغبون في الزواج ولا الإنجاب وذلك بسبب تفاقم الوضع الاقتصادي.
صحيفة "صبح أمروز" المقربة من رئيس البرلمان، محمد قاليباف، لفتت إلى انتقاد قاليباف لعمل الحكومة، وهو تطور جدير بالملاحظة لا سيما أن رئيس البرلمان ينتمي لنفس التيار الأصولي الذي ينتمي له الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ما يعكس صورة من الأزمة الاقتصادية التي جعلت الرفقاء السياسيين يتبادلون الاتهامات والانتقادات.
من الموضوعات الأخرى التي تناولتها صحف اليوم في إيران الاجتماع الرباعي الذي استضافته موسكو، أمس الأربعاء، والذي شمل وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا وسوريا لمناقشة الأزمة السورية.
صحيفة "روزكار" أشارت إلى الاجتماع، وذكرت أنه يأتي بالتزامن مع الانتخابات التركية ما يعكس رغبة ملحوظة لدى أنقرة لتحقيق تقدم في المفاوضات لاستثمارها في الانتخابات الحاسمة والمقرر إجراؤها الأحد القادم، 14 مايو (أيار).
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": هل الثورة انحرفت أم خاتمي هو الذي أصبح منفذا لإملاءات واشنطن؟
هاجمت صحيفة "كيهان، المقربة من المرشد خامنئي، الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي بعد أن أكد في تصريح له أن الثورة الإيرانية قد انحرفت عن مسارها، مشيرا إلى الاعتقالات والتضييق الذي يتعرض له المنتقدون ومن يحاولون تقديم وجهة نظر مغايرة للسلطة الحاكمة.
الصحيفة المتشددة وصفت خاتمي بـ"الخائن" و"المنفذ لإملاءات الولايات المتحدة الأميركية" و"رأس مال إسرائيل".
وقالت إن الثورة لم تنحرف، وإن خاتمي هو الذي انحرف وغير توجهه، واعتبرت أن إطلاق النظام لسراح 90 ألف سجين قبل أسابيع بعفو من المرشد دليل على خطأ خاتمي في اعتبار أن الثورة انحرفت بسبب الاعتقالات والسجون التي باتت ممتلئة بالسياسيين والمعلمين والعمال.
"عصر إيرانيان": اعتبار الاتفاق النووي طريق حل لمشاكل البلاد يعني تكرار التجارب المرة
نقلت صحيفة "عصر إيرانيان"، كلام ممثل المرشد الإيراني في مجلس الأمن القومي وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، سعيد جليلي، الذي ذكر أن اعتبار الاتفاق النووي كطريقة حل لمشاكل البلاد يعني تكرار تجربة مُرة، سبق أن جربناها وعشنا أضرارها.
وقال جليلي: كان البعض يؤكد على أهمية الاتفاق النووي، وقد ساروا في هذا الاتجاه لكنهم لم يجنوا الثمار وفشلوا في تحقيق مرادهم، الآن يحاول البعض تصوير الاتفاق النووي وكأنه الطريق الوحيد لتخليص البلاد من مشاكلها، لكن ذلك يعني مجرد تكرار تجربة مُرة سابقة.
"اطلاعات": معدل هجرة الإيرانيين يتجاوز المتوسط العالمي
قال الباحث في مركز "بيت الهجرة" في إيران، أشكان فراهاني، إن هناك رغبة متزايدة بين الإيرانيين في الهجرة ومغادرة البلاد، وقال إن معدل هجرة الإيرانيين شهد تزايدا مستمرا منذ 2013 إلى 2020، وفي عام 2021 أصبح معدل هجرة الإيرانيين أكثر من المتوسط العالمي.
وأضاف فراهاني أن الميل نحو الهجرة لدى الأفراد المؤثرين في قطاعات مختلفة مثل الصحة والعلم والتكنولوجيا وريادة الأعمال يزداد بشكل ملحوظ وجلي.
وذكر الباحث، كما نقلت ذلك صحيفة "اطلاعات" المقربة من الحكومة، إن الدول النامية تعمل على موضوع استقطاب النخب والأفراد الموهوبين، لكن إيران لم تتخذ أي إجراءات للإبقاء على هؤلاء الأفراد، ونلاحظ أنهم يغادرون البلاد بشكل نهائي ولا رجعة فيه.