بعد فشل سياسات النظام في فرض "الحجاب الإجباري" ازدادت انتقادات أنصار النظام أو خصومه على حد سواء لهذه الإجراءات.
أنصار النظام يعتبرون هذه الإجراءات غير كافية لـ"ردع رافضات الحجاب الإجباري"، ويطالبون بمزيد من الإصرار والقوة في تمرير هذا القانون المثير للجدل، أما المعارضون فيرون أنها إجراءات عبثية، ولن تساهم في حل الأزمة، بل إنها ستفاقم الموضوع وستضاعف من الشرخ بين الشعب والنظام.
صحيفة "همشهري"، المؤيدة لإجراءات الحجاب الإجباري، انتقدت قبل أيام ضعف هذه الإجراءات وعدم فرضها بالقوة من قبل بعض المؤسسات، ونشرت كاريكاتيرا كبيرا يوحي بالسخرية من قائد الشرطة أحمد رضا رادان، المعين من قبل خامنئي.
بعد انتشار الصورة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، مما أجبر مدير تحرير الصحيفة في اليوم التالي من نشر الصورة على التدخل والتعليق ومحاولته تبرير الصورة، مدعيا أن التقرير الذي نشرته الصحيفة وتصدرته الصورة الكاريكاتيرية كان مناصرا لقائد الشرطة، وليس كما توحي الصورة.
مع ذلك فإن نشر هذا الكاريكاتير لم يمر بسلام، حيث أعلن المدعي العام لمحكمة الثورة، أمس الثلاثاء، أن الشرطة تقدمت بشكوى ضد صحيفة "همشهري" لنشرها كاريكاتير أحمد رضا رادان، وصدرت مذكرة اعتقال ضد رئيس تحرير الصحيفة.
الطريف أن الصحيفة علقت، اليوم الأربعاء 3 مايو (أيار)، على قرار الاعتقال بالتأييد والترحيب، وخصصت عنوانا في الصفحة الأولى وكتبت: "تأييد همشهري من الشرطة ودعوى الشرطة"، كما نشرت مقالا لرئيس تحريرها أتى بقائمة من التبريرات، والتأكيد على ولاء الصحيفة للنظام ومؤسساته، وأن الصورة لم تكن يراد منها الإساءة إلى قائد الشرطة.
في موضوع آخر علقت صحيفة "أبرار" على تصريح أدلى به المدير العام للتأمين الاجتماعي في وزارة العمل الإيرانية، سجاد بادام، حول تأزم الوضع بالنسبة لرواتب العمال المتقاعدين في إيران، وأن البلاد لا تملك الموارد المالية اللازمة لدفع مستحقاتهم ورواتبهم المتأخرة، وقال: "إن إيران قد تضطر لبيع جزيرتي "كيش" و"قشم" ومحافظة "خوزستان" لدفع مستحقات المتقاعدين".
كما قال المسؤول الإيراني تعليقا على الموضوع: "حتى لو قمنا ببيع 3 ملايين برميل نفط دون عقوبات، واستملنا عوائدها بالكامل، فلن نتمكن من حل أزمة المتقاعدين أيضا".
وخصصت "أرمان ملي" عنوانها الرئيسي للموضوع وكتبت: "بيع الجزر من أجل دفع رواتب المتقاعدين"، وتساءلت صحيفة "ثروت" الاقتصادية عما إذا كانت هذه الأزمة وعجز النظام عن تلبية مطالب العمال ستدخل البلاد في مشكلة كبيرة في المستقبل، وكتبت: "هل ستدخل أزمة المتقاعدين إيران في ورطة كبيرة؟".
أما صحيفة "سازندكي" الإصلاحية فخصصت مانشيتها لخبر تم الإعلان عنه يوم أمس مفاده اعتقال مسؤول في مكتب عمدة طهران عليرضا زاكاني بتهم "الفساد المالي"، وكتبت بالخط العريض: "الفساد في مكتب عمدة طهران".
اقتصاديا علقت صحيفة "اعتماد" في تقرير لها على عزم أصحاب محال بيع اللحوم في العاصمة طهران الامتناع عن البيع بالدين، كما أن الكثير منهم أصبحوا ينوون تغيير نشاطهم بعد أن بات المواطنون عاجزين عن شراء اللحم، وأن العمل في هذا المجال لم يعد مربحا لهم.
كما اهتمت صحف أخرى بزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، اليوم الأربعاء، وهي الأولى من نوعها منذ 13 عاما.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": استنكار واسع لاقتراح بيع الجزر الإيرانية لحل أزمة رواتب العمال!
غطت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية ردود الفعل الواسعة على تصريحات المسؤول الإيراني في "التأمين الاجتماعي"، وتأكيده على تأزم وضع البلاد والعجز عن تسديد رواتب ومستحقات العمال المتقاعدين، حيث قال إنه حتى لو تم بيع جزيرتي "قشم" و"كيش" ومحافظة خوزستان الغنية بالنفط فإنه لا يمكن حل المشكلة المستعصية للعمال.
الصحيفة نقلت كلام بعض المحللين والمسؤولين السابقين أمثال رئيس البنك المركزي في عهد حكومة روحاني، عبد الناصر همتي، الذي قال إنه يجب على النظام- وفي ضوء هذه التصريحات- أن يتدارك الأمر ويبحث عن حل وتدبير قبل فوات الأوان.
كما نقلت الصحيفة كلام البرلماني الإيراني، معين الدين سعيدي، الذي طالب بمحاسبة هذا المسؤول الذي أساءَ للإيرانيين عبر اقتراحه بيع جزر ومحافظة إيرانية.
كما نوه سعيدي إلى تناقض المسؤولين فيما بينهم حول وضع البلاد، فبينما يدعي بعض المسؤولين أن إيران استطاعت تحقيق إنجازات كبيرة في بيع النفط وتصديره والحصول على عائداته المالية، نجد بعض المسؤولين الآخرين، مثل المدير العام للتأمين الاجتماعي في وزارة العمل الإيرانية، يخرج بهذا التصريح المقلق.
"اعتماد": تزايد ظاهرة الاعتداء على الملالي والمعممين
أعربت صحيفة "اعتماد" عن قلقها من ظاهرة العنف المتزايد في إيران خلال الشهور والأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى قائمة من الحوادث التي شهدتها إيران، مثل حادثة مقتل ممثل خامنئي السابق في محافظة بلوشستان، ودهس معممين في قم، وقتل رئيس شرطة سراوان وزوجته، والاعتداء على رجل دين في طهران ومحاولة دهسه بالسيارة، وأوضحت أن هذه الأمثلة وغيرها تؤكد تأزم الوضع الاجتماعي في إيران.
كما نقلت الصحيفة كلام مدرس الحوزة في قم، علوي بروجردي، الذي أكد تزايد الشرخ بين المعممين والشعب، وأن المعممين أصبحوا لا يشعرون بالأمن للخروج من منازلهم بعد تزايد الاعتداءات والغضب الشعبي عليهم.
أما عضو مجمع مدرسي قم، محمد تقي فاضل ميبدي، فحاول استقصاء جذور هذه الظاهرة، وأكد أن الأمر يعود إلى أخطاء السياسة الإيرانية، وشدد على ضرورة إصلاح طريقة الحكم وتلبية مطالب الناس.
الصحيفة انتقدت مواقف الأصوليين من هذه الأحداث، وأشارت إلى موقف صحيفة "كيهان" المتشددة التي حملت الإصلاحيين مسؤولية ظاهرة تزايد العنف والاعتداء على الملالي والمعممين.
"كيهان": زيارة رئيسي إلى دمشق ومستحقات إيران البالغة 30 مليار دولار
نقلت صحيفة "كيهان"، المتشددة والقريبة من المرشد، كلام رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، تعليقا على زيارة رئيسي إلى سوريا، حيث قال فلاحت بيشه إن 30 مليار دولار هي ديون إيران المستحقة على سوريا، وأنه يأمل أن يتم حل ملف هذه الأموال خلال الزيارة التي يقوم بها رئيسي إلى دمشق.
وأكد فلاحت بيشه، في تصريحاته التي نشرتها "كيهان" في سياق الرد عليها، عدم وفاء سوريا بتعهداتها حيال تسديد أموال طهران، حيث يتم تجاهل مصالح إيران الاقتصادية بعد أن وصلت سوريا إلى الاستقرار النسبي في ظل الأموال الهائلة التي أنفقتها طهران عسكريا وسياسيا.