فضيحة فساد من العيار الثقيل في البرلمان الإيراني احتلت حصة كبيرة في تغطية الصحف الصادرة اليوم الأحد 30 أبريل (نيسان). الفضيحة تتحدث عن استلام نواب في البرلمان الإيراني 75 سيارة من الطراز المتقدم على سبيل الرشوة من وزارة الصناعة والتجارة الإيرانية.
وكانت الهدف من هذه الرشوة وقف عملية استجواب وزير الصناعة التي يتم الإعداد لها. الفضيحة كشف عنها نائب داخل البرلمان (علي رضا بيكي)، حيث أكد أنه يملك معلومات دقيقة عن هذه الحادثة وقدم المستندات اللازمة التي تثبت الحقيقة إلى لجنة مراقبة أداء نواب البرلمان.
لكن البرلمان استمر حتى الآن في نفي حصول نوابه على أي هدايا من جهة وزارة الصناعة، وهو ما يتعارض مع الصورة التوثيقية التي سربها البرلماني علي رضا بيكي.
صحف عدة مثل "آرمان ملي"، و"آسيا"، و"اعتماد"، وغيرها، خصصت عناوينها الرئيسية أو الهامة إلى هذا الموضوع وتحدثت عن مستقبل استجواب البرلمان للوزير رضا فاطمي أمين، في ظل هذه الإجراءات التي قامت بها الوزارة.
كما اهتمت الصحف بحديث خامنئي أمس حول استشراء الفساد ومخاطره وتكرار كلامه السابق حول "ضرورة الكفاح الشامل ضد تنين الفساد"، مدعيا أن الحكومات والمسؤولين لم يصغوا جيدا إلى نصائحه وتعاليمه وأنهم لو استمعوا لكان وضع البلاد اليوم أفضل مما هو عليه الآن.
المقال الافتتاحي لصحيفة "جهان صنعت" جاء ردا على حديث خامنئي عن الفساد، حيث أكد كاتب الصحيفة أن "تنين الفساد" هو عبارة عن الفساد الكامن في الاقتصاد الذي تديره الحكومة.
أما الصحف الأصولية مثل "كيهان" فسارت في الاتجاه الذي يرضي خامنئي وتياره وعنونت في مانشيتها: "كونوا جادين في مكافحة تنين الفساد"، كما لفتت إلى كلام خامنئي حول الاحتجاجات والإضرابات العمالية الأخيرة، حيث أقر مرشد إيران بوجود المخالفات والأخطاء تجاه هؤلاء العمال، وقال إن الاحتجاجات على عدم دفع المستحقات وتسليم المصانع إلى أفراد كانت مشروعة وصحيحة.
وفي تقرير اقتصادي، أشارت صحيفة "اعتماد" إلى تراجع موقع إيران عالميا في مجال "رفاهية المواطنين" حيث احتل المركز الـ126 عالميا بعد تراجع إلى الوراء 3 مراكز.
وفي موضوع آخر، علقت صحيفة "توسعه إيراني" على قيام الولايات المتحدة الأميركية بتوسيع نطاق قواعدها العسكرية وعلى رأسها قاعدة عين الأسد في العراق وكيف أنهم يتحركون بكامل حريتهم في محافظة الأنبار العراقية المجاورة لحدود سوريا. يأتي هذا رغم تصريحات المسؤولين الإيرانيين الدائمة حول أهمية خروج القوات الأميركية من المنطقة بعد مقتل سليماني وتوعدهم بالعمل على ذلك.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": الاستتفاء أصل قانوني ورفض النظام له لا يعني إنهاء المطالبة الشعبية به
انتقد الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" مواقف الأصوليين من الاستفتاء الشعبي العام والذي جاء مبررا لموقف خامنئي الرافض لأي شكل من أشكال الاستفتاء، عبدي اعتبر أن الاستفتاء أصل قانوني وعودة لمرجعية الشعب وإرادته، وأن رفض هذا الأصل خيانة للثورة ومبادئها، حسب تعبيره.
الكاتب رأى كذلك أن منع إجراء الاستفتاء ورفضه لا ينهي وجود هذا المطلب لدى الشارع الإيراني، بل إنه يزيد من الإصرار والمطالبة به، محذرا الحكومة من مغبة معارضة إجراء الاستفتاء. وقال إن معارضة النظام للاستفاء ستكون لها "عواقب وخيمة" والسبب في ذلك أن رفض النظام قد يقود إلى أن يتجاوز الشعب هذا المطلب ويطلب أشياء أبعد من ذلك (إسقاط النظام).
"جهان صنعت": الحكومة هي أكبر مصدر للفساد وتحتكر القطاعات الاقتصادية الكبرى
أشار الكاتب والمحلل السياسي محمد صادق جنان صفت، في مقاله الافتتاحي بصحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، إلى كلام خامنئي حول الفساد، حيث حاول المرشد تحميل الفساد للحكومة والبرلمان وتبرئة ساحته وساحة المؤسسات العسكرية والقضائية والإعلامية والاقتصادية التي يشرف عليها ويديرها دون رقيب أو حسيب.
الكاتب اعتبر أن إحالة خامنئي ملفات الفساد إلى جهات أخرى كالبرلمان والحكومة يؤكد أن الطريق لمكافحة واستئصال "تنين الفساد" لا يزال طويلا ومكلفا.
وتساءل الكاتب بالقول إنه إذا كان الفساد متجذرا في مؤسسات الحكومة فكيف العمل لمكافحة هذا الكم الهائل من الفساد؟ فالحكومة هي أكبر مصدر للفساد، وتحتكر القطاعات الاقتصادية الكبرى، مؤكدا أن القطاع الخاص مقابل القطاع العام الذي تسيطر عليه الحكومة يعد قطرة من بحر، وبالتالي فإن أي مواجهة حقيقية للفساد تستوجب العمل على استئصال الفساد داخل الحكومة وليس خارجها.
"همدلي": ظاهرة الاعتداء على رجال الدين تكشف حجم الغضب في المجتمع تجاه المعممين
علقت صحيفة "همدلي" على تنامي ظاهرة الاعتداءات والهجمات على المعممين والملالي في شوارع إيران، على خلفية الاحتجاجات الأخيرة والإجراءات التي تصر الحكومة عليها في موضوع الحجاب الإجباري. الاعتداءات تجاوزت الجانب اللفظي والإساءات الكلامية لتتحول مؤخرا إلى هجمات مباشرة، وكان آخرها عملية دهس لمعممين أمس السبت في قم والهجوم عليهما بعد ذلك، وتأتي الحادثة بعد أيام قليلة من حادثة قتل الممثل السابق للمرشد في محافظة بلوشستان بعد إطلاق النار عليه أثناء وجوده في أحد البنوك شمالي إيران.
الصحيفة رأت أن هذه الموجة من الاعتداءات والهجمات على المعممين ليست ممنهجة أو منسقة وإنما هي أحداث عفوية تنم عن حجم الغضب المجتمعي تجاه رجال الدين والمعممين، الذين يعتبرهم المواطنون ضمن نظام الحكم وموافقين على ما تقوم به السلطات.
وذكرت الصحيفة أن هذه الظاهرة المتزايدة تؤكد أن شعبية المعممين تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، وأضافت أن العنف سيتوسع في المجتمع وسيسقط ضحايا جدد.