تصدر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي مرة أخرى صفحات وعناوين الأخبار في إيران بعد خروجه يوم أمس بتصريحات انتقد فيها الانغلاق الحاصل في نظام الحكم في إيران.
وأكد خاتمي أن نظام "الجمهورية الإسلامية" بدأ ينقلب على أسسه التي قام عليها في ثورة 1979، بعد أن تحول إلى "حكومة دينية" خلافا لما كان يهدف له المؤسسون للثورة، مضيفا أن هدف المؤسسين لم يكن إنشاء "حكم رجال دين".
وأبرزت الصحف الإصلاحية هذا المضمون في تغطيتها اليوم، الأربعاء 26 أبريل (نيسان)، وعنونت "اعتماد" بـ"الجمهورية الإسلامية تتجه إلى الحكومة الدينية".
كما نقلت بعض الصحف مثل "أرمان ملي" جزءا آخر من تصريحات خاتمي أكد فيها أن كثيرا من المواطنين لو كانوا يعلمون ماهية النظام الحالي لما قبلوا، وقال في هذا الخصوص: "إلى أي نظام جمهوري إسلامي صوت الشعب في الاستفتاء (في بداية الثورة)؟ إذا كشفنا للإيرانيين في ذلك الحين أن المقصود هو الإسلام الذي يضعكم تحت الضغوط، فهل صوت أحد لصالح هذا النظام؟"
من الموضوعات الأخرى التي تناولتها صحف اليوم هو العقوبات الأوروبية والبريطانية الجديدة ضد إيران بسبب قمع الاحتجاجات الشعبية، حيث فرضت كل من الدول الأوروبية وبريطانيا عقوبات على مسؤولين وقيادات بالحرس الثوري بسبب ضلوعهم في قمع الاحتجاجات.
وهاجمت صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية الدول الأوروبية التي اتهمتها بالانسجام التام مع الولايات المتحدة الأميركية ضد النظام الإيراني.
في شأن منفصل، وبينما تنتقد الصحف الإصلاحية حالة الجمود التي تخيم على الاتفاق النووي، دعا كاتب صحيفة "كيهان" إلى إبرام اتفاق نووي إيراني مع القوى الكبرى دون وجود للولايات المتحدة الأميركية.
وجاء في المقال: "بعد صدمات ومفاجآت عدة وجهتها إيران لأميركا في ما يتعلق بالتقدم في الصناعات الصاروخية والعسكرية والنووية والشراكة الاستراتيجية مع روسيا والصين والاتفاق مع السعودية، حان الوقت لمفاجئة أخرى تتمثل في إحياء الاتفاق النووي دون حضور أميركي".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": دعوة روحاني للاستفتاء الشعبي "خيانة وحرب نفسية"
يستمر هجوم أنصار النظام ووسائل إعلامه على الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، فبعد دعوات إلى المحاكمة والتأديب بسبب دعوته إلى إجراء استفتاء لمعرفة مواقف الإيرانيين من سياسات النظام الداخلية والخارجية وطرق إدارته للأزمة الاقتصادية، حاول الأصوليون والمقربون من خامنئي بشتى السبل الرد على روحاني، مدعومين بالموقف الصريح والرافض للمرشد الإيراني لدعوة الرئيس السابق.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، اعتبرت دعوة روحاني إلى الاستفتاء في السياسة الخارجية "خيانة للشعب ولشهداء الثورة".
كما قالت الصحيفة أن طرح موضوع الاستفتاء من قبل روحاني وأمثاله هو نوع من "الحرب النفسية" والتغطية على فشله أثناء سنوات وجوده في الحكم.
كما حاولت الصحيفة تبرير موقف المرشد خامنئي الرافض للاستفتاء بحجة عدم قدرة المواطنين على تحليل القضايا العميقة، وقالت: عندما يقول المرشد إن عامة الناس لا يملكون القدرة على التحليل فإنه يقصد أن عامة الناس يظنون أن مشاكلهم تُحل بقول كلمة "نعم" أو "لا" في الاستفتاء، هل يعلم الناس ما هي مطالب الولايات المتحدة منا؟ هل يعلم الناس أنه وعندما يتم التنازل لأميركا فإن مشاكلنا لن تحل، بل إن مصير العراق وليبيا سيكون في انتظارنا؟
"خراسان": مخاطر عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض على الاتفاق النووي
أجرت صحيفة "خراسان" الأصولية مقابلات مع عدد من المحللين السياسيين بشأن وضع الملف النووي الإيراني في ضوء المشهد الأميركي بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عزمه خوض الانتخابات الرئاسية القادمة، وعودة "المنافسة المحتملة" مع دونالد ترامب.
الباحث والمحلل السياسي، حسن بهشتي بور، أشار إلى انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وأكد أن القرارات المهمة في الولايات المتحدة الأميركية ليست محصورة بيد الرئيس بل إنه في العادة تكون الاستراتيجيات الكبرى واحدة بين الرؤساء، وإن اختلفت أساليب تحقيق هذه الاستراتيجيات والوصول إلى الأهداف.
وأضاف بهشتي: على سبيل المثال المعروف أن بايدن كان منتقدا لإدارة ترامب في ملف الاتفاق النووي وانسحاب واشنطن منه، لكن عمليا وعندما وصل بايدن فإنه سلك نفس النهج الذي سار عليه ترامب، وعزز من موقف الولايات المتحدة الأميركية في خروجها من الاتفاق النووي.
أما المحلل كوروش أحمدي فانتقد في مقابلته مع الصحيفة فقدان النظام الإيراني لخطة واضحة في التعامل مع الملف، وقال إنه من الخطأ الفادح انتظار نتائج الانتخابات الأميركية، مضيفا: "الظروف السياسية والاستراتيجية لإحياء الاتفاق النووي تزداد سوءا بشكل مستمر، وليس معلوما بشكل تام ما إذا كانت الحكومة الحالية تمتلك الإرادة الجادة في إحياء الاتفاق النووي أم لا".
وذكر الكاتب أنه من المتوقع وصول أحد الجمهوريين إلى البيت الأبيض في الانتخابات القادمة، وهو ما يصعب عملية إحياء الاتفاق النووي، وبالتالي فمن الخطأ انتظار الانتخابات، والأجدر بالحكومة الإيرانية العمل مع إدارة بايدن لتثبيت الاتفاق النووي خلال السنتين المتبقيتين للحكومة الأميركية الحالية.
"ستاره صبح": عقوبات إيران على الأطراف الغربية "دعائية ولا تحقق غاية"
بدوره طالب الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، فريدون مجلسي، في مقاله الافتتاحي بصحيفة "ستاره صبح" قيادة النظام الإيراني بالعمل الحثيث لإيجاد مخرج لملف إيران الشائك مع الغرب، وقال إنه يجب على المسؤولين العمل بكل وسعهم للحيلولة دون تفعيل آلية الزناد ضد إيران وعودة العقوبات الأممية.
كما انتقد الكاتب سياسة النظام الإعلامية والدعائية، وأشار إلى عقوبات إيران "الشكلية" أمس ضد أطراف أوروبية بعد عقوبات من الدول الأوروبية على طهران، وقال: "إيران اليوم تعد ضمن الدول المتخلفة في العالم، وفي المنطقة لا تملك موقعا مناسبا، لهذا فإن وضع عقوبات ضد الأطراف الأخرى هي مجرد دعاية ولا تحقق نتائج تذكر".
وأضاف مجلسي: "الوقت الآن هو وقت العمل وليس الدعاية، البلاد تمتلك فرصا محدودة لحل خلافاتها مع العالم، يجب بذل كل الجهود لإنقاذ إيران من هذه الورطة العصيبة وحل مشاكلها مع الغرب".