كعادته في حسم الجدل السياسي في الداخل لصالح أيديولوجيته ومواقفه السياسية خرج المرشد الإيراني، أمس الثلاثاء، ورفض بشكل صريح أي شكل من أشكال الاستفتاء الشعبي بعد دعوات كثيرة توجهت بها شخصيات سياسية بارزة أمثال الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني ومحمد خاتمي ومير حسين موسوي.
بعض الصحف الصادرة، اليوم الأربعاء 19 أبريل (نيسان)، مثل "سازندكي" الإصلاحية التي كانت تدافع بشكل صريح عن فكرة الاستفتاء الشعبي العام التزمت الصمت بعد خطاب خامنئي الصريح ورفضه أي نوع من الاستفتاء على القضايا الخلافية، واكتفت بنقل كلام خامنئي دون تعليق أو نقد، أما الصحف الأصولية مثل "جوان"، القريبة من الحرس الثوري الإيراني، فقد انبرت للدفاع والثناء على كلام المرشد وموقفه من الاستفتاء الشعبي.
واتهمت "جوان" كل من يدعو إلى الاستفتاء الشعبي بأنه يريد الإضرار بمشروعية النظام، كما قالت إن دعوة رؤساء الجمهورية السابقين إلى الاستفتاء الشعبي هو محاولة منهم لإغواء وتضليل الرأي العام.
وقال خامنئي في معرض رفضه لدعوات الاستفتاء في إيران: "في أي بقعة من العالم يتم إجراء استفتاء شعبي للقضايا المختلفة؟"، مضيفا: "هل يملك عامة الناس الذين يفترض أنهم يشاركون في الاستفتاء القدرة على تحليل القضايا؟ ما هذا الكلام؟".
في شأن منفصل انتقدت صحيفة "جهان صنعت" تهرب الحكومة من مسؤولياتها في حماية المدارس من أحداث التسميم، وقالت إن مزاعم الحكومة حول منشأ التسمم وإنكار الحقائق الواضحة والجلية هي محاولة لحرف أنظار الرأي العام من الحقائق المريرة، التي باتت منتشرة في الداخل الإيراني.
وأضافت الصحيفة أن عجز الجهات المسؤولة في مواجهة موضوع هام للغاية وهو موضوع أمن المدارس وسلامة الطالبات أمر غير مقبول على الإطلاق، ويعزز بكل تأكيد من حجم الاستياء وعدم الرضا الشعبي.
في شأن منفصل قارنت صحيفة "تجارت" الاقتصادية بين الحد الأدنى للأجور في إيران والسعودية، وقالت إن الحد الأدنى في المملكة العربية السعودية يفوق إيران خمسة أضعاف، مضيفة أن أقل راتب يحصل عليه العامل في السعودية يعادل 800 دولار أميركي، وهو أكثر من الحد الأدنى لراتب العامل في إيران 5 أضعاف.
في غضون ذلك تطرقت صحيفة "اعتماد" إلى أزمة عجز المرضى في إيران عن توفير تكاليف العلاج، وقالت إن الكثير من المرضى يتركون مراحل العلاج لأنهم لا يملكون المال اللازم لتقديمه إلى المستشفيات، مشيرة إلى التحذير الذي أطلقه عدد من الأطباء والممرضين من الأرقام المتزايدة في أعداد العاجزين عن تسديد تكاليف علاجهم في المستشفيات الحكومية.
في موضوع آخر رفضت صحيفة "همشهري"، المقربة من النظام، أي انتقادات لوضع البلاد والمشاكل الاقتصادية التي ساهمت في إضعاف المشاعر والروح الدينية، وقالت إن كل هذه الادعاءات هي كلام فارغ لا صحة له، مدعية أن الإيرانيين باتوا أكثر تدينا في عهد الجمهورية الإسلامية، كما أن الوضع الاقتصادي في إيران يعد جيدا مقارنة مع دول العالم.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"سازندكي": آن الأوان لمراجعة قوانين الحجاب الإجباري
أشار كاتب صحيفة "سازندكي"، حسن رسولي، إلى الجدل القائم حول موضوع الحجاب الإجباري، وقال إنه حان الوقت لإعادة النظر في القوانين المتعلقة بالحجاب الإجباري، موضحا أنه ووفقا للإحصاءات المستخرجة من استطلاعات الرأي فإن 70 بالمائة من المستطلعة آراؤهم من الرجال والنساء في إيران يرفضون فرض الحجاب على غير الراغبات فيه.
ولفت الكاتب أن الكثير من النساء في إيران قد تخلين عن الحجاب الإجباري، مؤكدا أن الإصرار على فرض الحجاب عبر شرطة الأخلاق أو كاميرات المراقبة الذكية والتغريم لا يؤثر عمليا، كما أنها إجراءات لا تحظى بدعم ورضا شعبي.
وأضاف رسولي أن النظام لا ينبغي أن يجبر 80 بالمائة من الإيرانيين لإرضاء 20 بالمائة من أنصاره المؤمنين بالحجاب الإجباري.
"اعتماد": معظم الإيرانيين لم يعودوا يرغبون في المشاركة بالانتخابات
في مقاله بصحيفة "اعتماد" لفتت الباحثة الإيرانية آذر منصوري إلى التعامل الإقصائي لمجلس صيانة الدستور في رفضه للمرشحين، وعدم تزكيته للراغبين في الترشح إذا وجد أنهم غير موالين تماما للتيار الحاكم في إيران، وقالت إنه إذا لم يتم وقف ممارسات هذا المجلس وتغيير مواقفه فإن كيان الجمهورية- الذي بات يحتضر- لن يستطيع أن يستعيد عافيته.
وقالت الكاتبة إن هذا الإصلاح هو الشرط الأول لتحسين الوضع في الانتخابات، وانتظار مشاركة شعبية أوسع من الفترات السابقة.
وأضافت منصوري أن هناك عوامل أخرى جعلت المجتمع في إيران غير راغب بالجملة عن المشاركة في أي شكل من أشكال الانتخابات التي يدعو لها النظام، منها السلوك والسياسات التي يقوم بها النظام وتؤثر على حياة المواطنين كما أنها تسلب من المواطن الأمل في تحسين الأوضاع مستقبلا.
"جمله": قد نشهد استقالة الحكومة في الأسابيع والشهور المقبلة
في تقرير اقتصادي قالت صحيفة "جمله" إن حكومة رئيسي الحالية تعد أسوأ الحكومات التي حكمت إيران منذ بداية الثورة، وذلك نظرا إلى سجلها السيئ والملي بالفشل والوعود غير المحققة، مشيرة إلى الإقالة والاستقالات في صفوف وزرائها، وذكرت أن هذه الإجراءات هي محاولة من الحكومة للظهور بموقف قوي والادعاء بأنها لا تزال تمسك بزمام الأمور وقادرة على التغيير والمبادرة.
وأوضحت الصحيفة أنه وفي ضوء هذا الفشل والعجز في أداء الحكومة فمن المتوقع أن نشهد خلال الأسابيع والشهور المقبلة زيادة الانتقادات، مؤكدة أن حكومة رئيسي تمر بمرحلة من الغموض وربما "الاستقالة"، في ظل هذا العجز والتخبط الذي تمر به.
وأكدت الصحيفة أنه من المؤكد أن حكومة رئيسي متجهة نحو الزوال و"الأفول" إذا لم تبادر بخطوات عملية كبيرة وإجراءات إصلاحية واضحة.