بعد شهور طويلة ومحاكمات غير معروفة التفاصيل أصدرت إيران أخيرا حكمها على المتهم الرئيسي في حادثة إطلاق الصاروخ ضد الطائرة الأوكرانية مطلع عام 2020، والتي أودت بحياة عشرات المدنيين ممن كانوا على متن الطائرة.
لكن الحكم فاجأ المراقبين بعد أن تضمن عقوبة بالسجن 13 عاما فقط على مرتكب هذه الجريمة.
صحيفة "همدلي"، في عدد اليوم الثلاثاء 18 أبريل (نيسان)، استغربت هذا الحكم المتساهل جدا مع شخص كان السبب المباشر في مقتل 176 شخصا بريئا، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "13 عاما فقط عقوبة إسقاط الطائرة".
كما انتقدت بعض الصحف استمرار تكتم النظام عن هوية هذا الشخص، حيث لم تكشف له صورة ولا يعرف له اسم وهوية دقيقة، ما يجعل كل القرارات والعقوبات الصادرة بحقه بحكم العدم، نظرا إلى إمكانية إطلاق سراحه والسماح بعودته إلى منصبه دون خشية أن يعرف ذلك أحد أو يكشفه الإعلام مستقبلا.
صحيفة "هم ميهن" نقلت اعتراض أهالي الضحايا على حكم المحكمة، حيث أكد بعضهم أن المحكمة أصلا لم تحاكم المتهمين الحقيقيين، ولم تستمع إلى مطالب الأهالي، وأن الأحكام الصادرة هزلية.
كما نقلت صحيفة "اعتماد" استغراب محامي عدد من أهالي الضحايا الذين أكدوا أنه لم يتم أساسا إبلاغهم بالحكم الصادر في القضية، وإنهم سمعوا به عبر وسائل الإعلام.
في شأن آخر تناولت صحف أخرى الأزمات والمشاكل الاقتصادية التي باتت تضرب مختلف القطاعات في إيران، وعلى رأسها قطاع المساكن والمواد الغذائية والأدوية، وذلك في ضوء التضخم المرتفع، وهو ما جعل وزراء الحكومة معرضين جميعا لاحتمال الاستقالة والعزل بعد فشل كل الوعود والشعارات التي أتوا بها إلى الحكم قبل عامين تقريبا.
صحيفة "أبرار اقتصادي" لفتت إلى كثرة المسؤولين والوزراء الذين باتوا مهددين بالإقالة من مناصبهم وعنونت في المانشيت: "وزراء الحكومة في قائمة الاستجواب".
أما صحف أخرى مثل "توسعه إيراني" رأت أن استقالات الوزراء أو عزلهم لن تكفي لإصلاح الأوضاع، وأن المطلوب هو أن يقوم شخص الرئيس نفسه بالاستقالة، لأنه هو العامل الرئيسي فيما وصلت إليه البلاد اليوم.
في شأن منفصل انتقدت صحيفة "مردم سالاري" استمرار مسلسل تسميم طالبات المدارس، وعجز المسؤولين عن كشف حقيقة هذه الأحداث، ومن يقف وراء هذه الظاهرة، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "استمرار مسلسل تسميم الطالبات وصمت المسؤولين".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": فشل السياسات في إيران أوهن الأسس الدينية لدى المواطنين
في مقالها الافتتاحي هاجمت صحيفة "جمهوري إسلامي" أداء النظام والحكومة في إيران، وقالت إن الأداء السيئ والفشل السياسي خلق تبعات سلبية كثيرة لكن أكثرها خطورة هو إضعاف الاعتقاد الديني لدى المواطنين.
وتابعت الصحيفة: النظام يتجاهل هذه الحقائق، ويعتبر أن "الشعب" يتمثل في أنصاره والحاضرين في المظاهرات الداعمة له، كمسيرات يوم القدس العالمي، لكنه جاهل عن الحقيقة، ويتوهم أن كل شيء على ما يرام.
وأكد كاتب المقال، مسيح مهاجري، أن مشاكل إيران لن تحل بعزل وزير هنا أو مسؤول هناك، وإنما ما تحتاجه البلاد هو أن تتم رؤية الحقيقة كاملة، وأن يتم حلحلة المشاكل والتوتر مع الغرب، وأن تكون لإيران علاقات متوازنة مع العالم.
"كيهان": على الحكومة أن لا تخاف من تبعات مواجهة النساء الرافضات للحجاب الإجباري
دعت صحيفة "كيهان"، المتشددة والقريبة من المرشد، الحكومة والمسؤولين الإيرانيين بعدم الاكتراث بعواقب وتبعات مواجهة النساء الرافضات للحجاب الإجباري ومخاطر هذه الخطة، وكتبت أن هناك من يحاول عرقلة عمل المسؤولين في تنفيذ حكم الله ومنع نشر الفساد في المجتمع.
كما هاجمت الصحيفة وسائل الإعلام والشخصيات المحذرة من تبعات هذه الخطة على الوضع في البلاد، واصفة هذه الأطراف بـ"المستغربة" (المتأثرة بالغرب)، وقالت إن هذا التيار يحاول الادعاء بأن البلاد لا تطيق مزيدا من المواجهة ضد النساء غير المحجبات، وأن الغضب الشعبي العام سيطيح بالمسؤولين ويخلق المشاكل للبلاد.
وتابعت كيهان بالقول: "هؤلاء الأفراد أنفسهم يضخمون موضوع الحجاب والممارسات القانونية التي تقوم بها الحكومة للتصدي للمخالفات، وبالتالي يخلقون حساسية لدى الرأي العام، ثم يحذرون الحكومة من الاحتقان الموجود، وهكذا تستمر هذه الدوامة الباطلة لمنع المسؤولين من تنفيذ حكم الله ومنع انتشار الفساد في المجتمع".
"توسعه إيراني": استقالة بعض الوزراء لن تحل المشكلة والمطلوب استقالة رئيس الجمهورية
قالت صحيفة "توسعه إيراني إن الاقتصاد الإيراني يعاني من فقدان القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، وبالتالي فإن تغيير بعض الوزراء والمسؤولين وعزلهم لن يعالج المشكلة الرئيسية في البلاد، مشيرة إلى ضرورة استقالة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي.
وأكدت الصحيفة أن هذا المطلب لم يعد مطلبا يقتصر على التيار المعارض للحكومة، بل شمل برلمانيين أصوليين كذلك، حيث طالب النائب في البرلمان، رضا حسيني قطب آبادي، الرئيس الإيراني بالاستقالة من منصبه.
"اعتماد": ازدواجية القضاء في تهمة الحرابة بين المتظاهرين ومتهمي إسقاط الطائرة الأوكرانية
علقت صحيفة "اعتماد" على قرار القضاء الإيراني إصدار أحكام خفيفة نسبيا في ملف إسقاط الطائرة الأوكرانية، والتي شملت حكما بسجن المتهم الرئيسي 13 عاما فقط، وهو ما أثار تحفظات وانتقادات الرأي العام في إيران.
الصحيفة نقلت كلام المحامي محمود علي زاده طباطبائي، أحد محامي أهالي ضحايا الطائرة، حيث قال للصحيفة إن الحكم تضمن تهمة "الحرابة"، لكن الغريب في الأمر أن نفس التهمة وجهت إلى متظاهرين في الأحداث الأخيرة، لكن ترتب عليها أحكام الإعدام.
وتساءل بالقول: "الرأي العام يتساءل ما الفرق بين الحرابة هنا والحرابة هناك، هنا يكون الحكم 10 سنوات من السجن وهناك الإعدام والموت!".