بعد يومين من بدء خطة النظام لمواجهة النساء الرافضات لقانون الحجاب الإجباري، أظهرت مقاطع فيديو عدة من إيران استمرار النساء الرافضات لهذا القانون في تحدي السلطات عبر الامتناع عن ارتداء الحجاب كما يقرره النظام وسط عجز واضح من السلطات للتعامل مع الظاهرة المتنامية.
أما صحف النظام فهي تتراوح بين الوعيد والإنكار، فصحيفة "كيهان" المتشددة على سبيل المثال ادعت أن الصور والمقاطع التي تنتشر في وسائل الإعلام الفارسية المعارضة والتي توثق امتناع النساء عن الالتزام بقانون الحجاب الإجباري هي "مفبركة" وغير حقيقية.
غير أن صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري مضت في وعيدها ودعمت الإجراءات القمعية للنظام في محاولته فرض الحجاب الإجباري. وقالت إن موضوع الحجاب لا يعد قضية شخصية يحق لكل شخص اختيارها أو رفضها لأن تبعات هذه القضية تكون عامة وتشمل باقي أفراد المجتمع حسب تعبيرها.
وفي موضوع منفصل علقت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية على دعوة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني إلى إجراء استفتاء عام حول قضايا محورية مثل الاقتصاد والسياسات الداخلية والخارجية، وقالت إن الانتخابات لم تعد ذات أهمية في تعزيز الاستقرار في إيران بل يجب قبل القيام بأي شكل من أشكال الانتخابات إجراء استفتاء شعبي وأن يحدث تحول في طريقة الحكم في البلاد.
وفي شأن اقتصادي، أشارت صحيفة "هم ميهن" في تقرير لها بعنوان "الوقود الروسي" إلى التقارير التي تتحدث عن استيراد إيران أكثر من 30 ألف طن من الوقود من روسيا، واصفة ذلك بـ"الموت التدريجي لحلم الاكتفاء الذاتي في مجال إنتاج الوقود".
وفي سياق متصل علقت صحيفة "جمهوري إسلامي" على الوضع الاقتصادي والوعود "الفارغة" للحكومة بتحسين الأوضاع وحديث الرئيس الإيراني عن "قطار التقدم". وقالت الصحيفة: "يبدو أن قطار تقدم الحكومة يسير على طريق ارتفاع الأسعار وقد سُحق الشعب تحت هذا القطار".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم...
"جمهوري إسلامي": الحجاب قضية اجتماعية ولا يمكن حلها باللجوء إلى الشرطة وقوات الأمن
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى إجراءات النظام الجديدة وإصراره على إلزام النساء بقانون الحجاب الإجباري وتبعات ذلك على الوضع في إيران، وقالت إنه من الواضح تماما أن الحجاب قضية اجتماعية وأخلاقية بحته ولا يمكن التعامل معها بأدوات أمنية ولا يصح الاعتماد على القوات الأمنية في مواجهتها والتصدي لها.
وأضافت الصحيفة: "لهذا يقترح أن تتوقف السلطات عن الاعتماد على الأساليب والطرق التي تزيد من حجم الاستياء الشعبي في المجتمع وتفاقم الشرخ بين الشعب والنظام".
"اعتماد": التيار المتشدد يصر على قمع غير المحجبات رغم إدراكه لأضرار ذلك سياسيا
رأى كاتب صحيفة "اعتماد" محمد رهبري، في مقاله بالصحيفة، أن هناك تيارا متشددا داخل السلطة نجح في إقناع كافة مؤسسات الدولة بتبني موقفه وضرورة مواجهة ظاهرة خلع الحجاب وتحدي قوانين النظام، بالرغم من إدراك حقيقة أن هذه المواجهة قد تقود إلى أزمة سياسية تواجه النظام السياسي مستقبلا.
الكاتب رأى أن هذا التيار يعتقد أن الفترة القادمة ستشهد احتجاجات في إيران في ظل التضخم الكبير والمشاكل الاقتصادية، وبالتالي فمن الضروري الاستعداد لهذه الاحتجاجات من الآن، وهو يريد هندسة تلك الاحتجاجات من خلال هيكلتها وقصرها على موضوع بعينه، مثل الحجاب وشكل اللباس الذي تريد النساء ارتداءه.
وأضاف الكاتب أن هذه الرؤية داخل النظام تعتقد أن تقليص حجم الاحتجاجات على موضوع الحجاب فقط ستكون له مزايا إيجابية مقارنة مع الاحتجاجات الاقتصادية.
الأول، أن مثل هذه الاحتجاجات تكون في الغالب أكثر سلمية ويسهل التعامل معها وقمعها. أما ثاني المزايا وراء حصر شكل الاحتجاج على موضوع الحجاب حسب تحليل هذا التيار فهو حجم المهتمين بالموضوع، فالحجاب قد لا يشكل مساحة كبيرة لمشاركة كافة الأطياف والشرائح المجتمعية مقارنة مع الموضوع الاقتصادي الذي أصبح يهم كافة الإيرانيين.
وختم الكاتب أن هذا التحليل يبقى قاصرا ولا يستطيع أن يضمن أن تكون المشاركة في الاحتجاجات القادمة ضد إجراءات قوانين الحجاب الإجباري مقتصرة على فئة معينة، وعلى هذا الأساس فإن تبعات مثل هذه الاحتجاجات قد تكون كذلك ثقيلة على النظام السياسي.
"شرق": خروج الاستثمارات والعقول المبدعة من إيران نتيجة فقدان رؤية اقتصادية مستقبلية
في مقالها الافتتاحي، قالت صحيفة "شرق" إن رؤية 2025 التي أعلنت عنها الحكومة في أوقات سابقة ثبت فشلها الصريح والحكومة لا تستطيع أن تقدم طرحا مستقبليا وترسم خطوط الوضع في إيران لا على المدى البعيد ولا حتى على المدى القصير.
وأوضحت الصحيفة أن المواطن في إيران لا يدري ماذا ينتظره من الناحية الاقتصادية خلال العامين القادمين، وأصبحت الحالة الاجتماعية للمواطنين في تردٍ وتراجع مستمرين، ووجهة نظر الرأي العام تجاه المستقبل متشائمة تماما.
وأضافت الصحيفة: "خروج الاستثمارات والعقول المبدعة من إيران نتيجة هذه الحالة من فقدان الرؤية المستقبلية للاقتصاد، وترتب على ذلك شعور بالاستياء لدى الإيرانيين بعد مقارنة أنفسهم مع شعوب المنطقة مثل السعودية وتركيا وقطر والإمارات وحتى العراق، حيث يرون أن هذه الشعوب تتمتع بمزايا كثيرة وتفوقهم أشواطا بعيدة".