يبدو أن تجربة مهسا أميني وما خلفته حادثة مقتلها في مقر شرطة الأخلاق، منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الماضي من احتجاجات عارمة جعلت القيادة الإيرانية مترددة في استخدام القوة المفرطة لإجبار النساء على ارتداء الحجاب.
وبعد أيام من الحديث عن بدء خطة جديدة كان من المقرر اعتمادها لمواجهة رافضات الحجاب الإجباري بدءا من أمس السبت لم تشهد البلاد حالات من الصدام أو اعتقالات في صفوف غير المحجبات، كما كان يتوقع بعض المراقبين.
صحيفة "هم ميهن" لفتت إلى "السبت الموعود" وأكدت أن كل شيء كان طبيعيا كالأيام السابقة، وأن النساء اللواتي قررن خلع الحجاب استمررن على وضعهن السابق ولم يواجهن ضغوطا من أحد أو مضايقة من جهة حكومية.
صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري زعمت بدء الخطة عمليا منذ يوم أمس لكنها لم تشر إلى أي مواجهات أو صدامات بين عناصر شرطة الأخلاق والنساء غير المحجبات.
فيما هاجمت صحيفة "كيهان" المتشددة مساعدة الرئيس الإيراني، سكينة سادات باد، بعد انتقادها لقرار حرمان رافضات الحجاب الإجباري من تلقي الخدمات العامة، وتأكيدها على أن ذلك يعد مخالفة لمواد من الدستور الإيراني، كما أنه يعارض بشكل صريح قواعد العدل و"يتناقض مع مبادئ الإسلام والعقلانية".
وفي شأن آخر، انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" محاولات النظام التهرب من مسؤولياته في مواجهة أزمة تسمم الطالبات عبر إنكار وجود هذه الحالات، مشيرة إلى تصريح وزير الصحة الذي قال إن وزارته قررت تسمية ما يحدث لطالبات المدارس "سوء الوضع الصحي"، وليس التسمم، وذلك لـ"عدم وجود أدلة دامغة" تؤكد وقوع حالات التسمم فعليا.
واستغربت الصحيفة من هذا التصريح وذكرت أنه من الخطأ الفادح الاعتقاد بإمكانية حل المشكلة من خلال تغيير عنوانها، مشيرة إلى تصريحات مسؤولي قطاع الصحة الذين أكدوا قبل ذلك حدوث حالات التسمم بشكل متعمد ومقصود. وأوضحت أن هذا التناقض في المواقف جعل الثقة الشعبية إزاء المسؤولين والنظام تتراجع إلى أدنى مستوياتها.
وفي موضوع اقتصادي سخرت صحيفة "اعتماد" من وعود الرئيس إبراهيم رئيسي، في مجال توفير فرص العمل، حيث وعد قبل وصوله للحكم بتوفير مليون فرصة عمل سنويا وأكدت الصحيفة أن هذا الوعد لم يتحقق، ليس ذلك فحسب، بل إن العام الإيراني الماضي (انتهى 21 مارس/آذار الماضي) شهد انضمام مليونين ونصف المليون إيراني إلى قوافل العاطلين عن العمل.
وفي شأن منفصل تحدثت صحيفة "آرمان ملي" عن مكاسب عودة العلاقات بين إيران والسعودية بعد قطيعة دامت 7 سنوات، وقالت إن مكاسب هذه الانفراجة في العلاقات الدبلوماسية بين أهم بلدين في المنطقة ستكون هائلة، موضحة أن تحسين علاقات الرياض بطهران لا يقتصر على البلدين بل سيشمل توسيع علاقات إيران بكافة الدول العربية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"آسيا": الاقتصاد الإيراني على "حافة الهاوية" والبلاد على وشك الانفجار
في مقاله بصحيفة "آسيا" الاقتصادية، ذكر الخبير والباحث في الشؤون الاقتصادية، سعيد كاكا آقا زاده، أن الاقتصاد الإيراني قد وصل إلى "حافة الهاوية" وأن الاستياء الشعبي جراء الأزمة المعيشية جعل البلاد مثل عبوة ناسفة جاهزة للانفجار في كل لحظة، منتقدا إجراءات الحكومة التي وبدل العمل وتلبية مطالب المواطنين تنتهج سياسة قهرية لإسكات المنتقدين.
وذكر الكاتب: "الحكومة وبدلا من تلبية مطالب شرائح المجتمع الإيراني التي باتت تشكو من عدم الاستقرار الاقتصادي والمشاكل الناجمة عن ذلك، تسلك أساليب قهرية لإسكات المواطنين الذين باتوا غير قادرين على مواصلة الحياة في ظل التضخم والغلاء الكبير".
كما أوضح كاكا آقا زاده أن الناظر إلى واقع إيران اليوم يدرك أنه لا حلول قريبة تلوح في الأفق في ظل استمرار السياسات السابقة للحكومة مما يجعلنا نعتقد أن العوامل والأسباب التي خلقت الواقع الحالي ستستمر في العمل والتأثير السلبي على البلاد.
وختم الكاتب مقاله بالقول: "بالنظر إلى نسب التضخم المرتفعة، فإن قيمة العملة الإيرانية ستشهد هذا العام تراجعا جديدا أمام العملات الصعبة ويتبع ذلك بطبيعة الحال تراجع القدرة الشرائية للمواطنين وتفاقم ظاهرة الفقر في المجتمع".
"كيهان": إجراءات الحكومة تركت انعكاسا جيدا للغاية لدى الرأي العام الإيراني
أتحفت صحيفة "كيهان" الحكومة بالثناء المبالغ فيه على "إجراءاتها الإيجابية القيمة" وعدم عملها انطلاقا من المصالح الحزبية والفئوية، وهو ما كان له "انعكاس جيد للغاية لدى الرأي العام الإيراني".
الصحيفة تثني على كل شيء تقوم به الحكومة دون استثناء حتى الإقالات التي تمت مؤخرا والتي شملت مجموعة من المسؤولين والوزراء في الحكومة بعد فشلهم في القيام بالمهام المتعقلة بهم، نال حصته من الثناء وذكرت أن هذه الإقالات تستحق كل التقدير.
"جمله": إيران الخاسر الأكبر من حكم طالبان
في تقرير لها بعنوان "نحن وطالبان" تناولت صحيفة "جمله" طبيعة العلاقات بين إيران وحركة طالبان المسيطرة على أفغانستان دون اعتراف دولي، مشيرة إلى الاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول الجوار الأفغاني في أوزبكستان لمناقشة الأوضاع في أفغانستان. ورأت الصحيفة أن مثل هذه الاجتماعات لن تساعد في حل المشاكل والتحديات التي تواجهها إيران من جهة أفغانستان وطالبان.
وذكرت الصحيفة أنه وبالرغم من الحفاوة والترحيب الرسمي الإيراني لعودة حركة طالبان إلى الحكم إلا أن إيران تعد الخاسر الأكبر من تولي حركة طالبان للحكم في أفغانستان، مشيرة إلى تجاهل قادة الحركة لمطالب إيران من حصة مياه نهر "هيرمند" وكذلك تشكيل "حكومة شاملة" تضم كافة أطياف الشعب الأفغاني.
وأضافت "جمله" أن الضرر الأكبر الذي لحق بإيران من عودة الحركة لحكم طالبان هو الضرر الأمني الذي بات يهدد إيران من الأراضي الأفغانية، فإيران باعتبارها البلد الشيعي الوحيد المجاور لأفغانستان باتت عرضة للأعمال الإرهابية، كما أن حالات الصدام الحدودية بين عناصر طالبان وقوات حرس الحدود الإيرانية تثبت هشاشة الوضع الأمني من جهة أفغانستان.
ودعت الصحيفة إلى اعتماد سياسة أكثر صراحة ووضوحا بين إيران وأفغانستان بحيث تتم المكاشفة في كافة القضايا دون مجاملة، وذلك بحضور ممثلين عن المنظمات الدولية.