بين توعد المسؤولين وقادة النظام من جهة، وإصرار نسبة ملحوظة من النساء على تحدي قوانين النظام فيما يتعلق بقوانين الحجاب من جهة ثانية، تتصاعد أزمة الحجاب في إيران.
يأتي ذلك وسط تحذيرات الخبراء والمراقبين من أن هذه المواجهة قد تفجر أزمة أكبر في المستقبل القريب، ناصحين النظام باستخدام طرق أكثر سلمية في التعامل مع هذه الحالات.
لكن النظام وعد بأنه بعد أسبوع تقريبا سيبدأ في خطة صارمة لمعاقبة النساء اللوتي يخلعن الحجاب الإجباري وذلك عبر استخدام أجهزة كاميرات مراقبة ذكية لتحديد هوية هؤلاء النساء وتحديدهن للقضاء والجهات المعنية.
صحيفة "اترك" انتقدت في تغطيتها اليوم هذه الجهود المستميتة للنظام للتعامل مع موضوع الحجاب وعزمه استخدام أجهزة كاميرات مراقبة ذكية، ونقلت عن النائب عن مدينة "تشابهار" في البرلمان الإيراني قوله إن النظام عازم على استخدام هذه الكاميرات لكن كان الأحرى به أن يستخدمها في تحديد هوية من يقومون بتسميم طالبات المدارس وليس النساء غير المحجبات.
وتواصلت الموجة الثانية من حالات التسمم المشتبه بها داخل مدارس البنات في إيران والتي بدأت بعد عطلة النوروز، ونشرت أنباء جديدة عن حالات تسمم في مدارس سقز بكردستان إيران، ما دفع بأهالي المدينة إلى النزول للشوارع والاحتجاج ضد النظام وقياداته وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي أمس الأحد كما قاموا بحرق علم النظام للتنديد بعجزه عن معالجة أزمة تسميم التلميذات.
وفي موضوع اقتصادي، علقت صحيفة "مردم سالاري" على الأوضاع الاقتصادية المتردية في إيران وانعكاسات ذلك على الطبقة الفقيرة وتحديدا من شريحة العمال والمتقاعدين، وقالت إن الحياة أصبحت مستحيلة لهؤلاء العمال والمتقاعدين، مشيرة إلى تجاهل الحكومة للظروف السيئة التي يمرّ بها هؤلاء المواطنون، وطالبت بإجراءات عاجلة وفورية لحل مشاكلهم المعيشية.
وفي موضوع منفصل، علقت صحيفة "صبح امروز" على التصعيد والتوتر الأخير في العلاقات بين طهران وباكو، وقالت إن هذا التوتر هو الأشد من نوعه منذ استقلال أذربيجان قبل 30 عاما تقريبا. وقالت الصحيفة إن محاولات أذربيجان السيطرة على محافظة سيونيك الأرمينية والتي تعد ذات أهمية بالنسبة لإيران هي المصدر الرئيسي للخلاف بين طهران وباكو.
وأضافت الصحيفة: في حال سيطرت أذربيجان على هذه المحافظة فإن اتصال إيران بأرمينيا ومنطقة أوراسيا وأوروبا يصبح تحت رحمة أذربيجان وحلفائها، وهذا الطريق حاليا يشكل مصدر تجارة بملايين الدولارات لإيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"جمله": خلع الحجاب سيزداد في المستقبل والنظام سيضطر إلى قبول الواقع
رأت صحيفة "جمله" الإيرانية في تقرير لها أن سياسات النظام الإيراني تجاه الحجاب خاطئة بشكل كامل وأن جميع هذه المحاولات والجهود المستميتة ستؤدي إلى هزيمة كاملة، معتقدة أنه وخلال السنوات القادمة سيصبح خلع الحجاب أكثر انتشارا وسيضطر النظام إلى تقبل الواقع الجديد.
وأضافت الصحيفة: "منذ 4 عقود من السياسات القهرية في التعامل مع موضوع الحجاب، نلاحظ أنه لا نتيجة ملموسة على أرض الواقع، وأن مسؤولي القطاع الثقافي قد تقاضوا أموالا كبيرة لجلساتهم واجتماعاتهم حول الحجاب الإجباري، لكن في النهاية وصل الأمر إلى خلع الحجاب من قبل النساء، ومع ذلك نرى قائد الشرطة الإيرانية لا يزال حتى اليوم مصرا على استخدام الأساليب القديمة في مراقبة النساء ومضايقتهن كوسيلة لإجبارهن على ارتداء الحجاب.
"اعتماد": تراجع المظاهر الدينية في إيران والنظام يتجاهل الحقائق
أشار الكاتب الإصلاحي عباس عبدي في مقال له بصحيفة "اعتماد" إلى الأزمة التي يعاني منها النظام في إيران، حيث إنه يتجاهل الحقائق على الأرض لأن قبوله بها سيكون بمثابة إقرار بالهزيمة كما يرى قادة النظام.
وكتب عبدي قائلا: "الأرقام والإحصاءات تؤكد تراجع المظاهر الدينية في إيران، من الذهاب إلى المساجد والصوم في رمضان إلى الامتناع عن دفع الخمس وكل هذه التطورات، إلا أن الحكومة غير مستعدة لقبول هذه الحقائق البديهية والواضحة لأنها ترى أن أفول المظاهر الدينية في المجتمع بمثابة هزيمة لها، لكن على أي حال فإن عدم قبول الواقع وإنكاره لن يغير من الحقيقة شيئا".
كما علق عبدي على ظاهرة خلع الحجاب المتزايدة في شوارع إيران وكتب: "نلاحظ اليوم تصاعد أشكال المواجهة في موضوع الحجاب، ولا شك أن آثار هذه المواجهة ستعود بالضرر والخسران على الدين، المجتمعات التي لا تعيش مثل هذه المواجهة تعيش حالة دينية أفضل من إيران بكثير، لكن في إيران وبسبب هذه المواجهة نلاحظ تراجع القيم والسلوك الديني وانهيار شعبية النظام بين الناس".
"ستاره صبح": امتناع إيران عن الانضمام لـ"FATF" سيجهض كل محاولات تحسين الأوضاع الاقتصادية
دعا عضو الغرفة التجارية الإيرانية مسعود دانشمد في مقاله الافتتاحي بصحيفة "ستاره صبح" إلى حل مشاكل البلاد مع المجتمع الدولي والانضمام إلى المنظمات الدولية المعترف بها مثل "FATF" وغيرها، لأن عدم انضمام إيران لهذه المنظمات يجعل جميع بنوك العالم التي تتبع النظام الاقتصادي العالمي تمتنع عن التعامل المصرفي مع إيران.
وأشار دانشمد إلى الاتفاق مع المملكة العربية السعودية معتبرا أن هذه الخطوة خطوة تصحيحية وإيجابية لكنها وفي ظل الظروف التي تعيشها إيران لن تكون مجدية لواقع البلاد ولن تساعد على حل مشاكل إيران والتحديات التي تواجهها.
وأضاف: "بسبب التحديات والمشاكل التي نعاني منها في تعاملنا مع العالم لن نستطيع استثمارعودة العلاقات مع الرياض، كما أننا لم نستطع قبل ذلك أن نستفيد من الانضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون أو الاتفاق مع الصين وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد وكذلك امتناعنا عن الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)".