جدل الحجاب وعودة تسميم تلميذات المدارس وعلاقات إيران الدولية والإقليمية هي محاور تغطية الصحف اليومية في إيران اليوم الأحد 9 أبريل (نيسان).
وفي آخر تطورات ملف الحجاب المثير للجدل، أعلن قائد الشرطة في إيران، أحمد رادان، عن البدء في خطة للتعرف على النساء اللائي يرفضن ارتداء الحجاب الإجباري، وقال إن الخطة ستبدأ "بجدية" في السيارات والأماكن العامة عبر "الأجهزة الذكية" اعتبارًا من 15 أبريل الجاري. وأضاف: "من تخلع الحجاب ستُنذر أولاً، وستحال إلى المحكمة في المرة الثانية".
صحيفة "كيهان" المتشددة باركت هذه الإجراءات وطالبت بالمزيد، واصفة النساء اللائي يخلعن الحجاب في الأماكن العامة بأنهن يشبهن "جواسيس الأعداء"، و"مهربي المخدرات". وبالتالي لا ينبغي التواني في مواجهتهن والتصدي لهن.
لكن صحفا أخرى مثل "اعتماد" رأت عدم جدوى هذه المضايقات ودعا كاتبها المعروف عباس عبدي إلى إجراء استطلاع رأي شامل وموسع حول الموضوع لمعرفة حقيقة موقف الناس من الحجاب الإجباري لكي لا يقوم كل من هب ودب ويدعي بأنه يتحدث بالنيابة عن أكثرية الشعب.
يُذكر أن المسؤولين وقيادات النظام يستمرون في الادعاء بأن أكثرية الإيرانيين والإيرانيات موافقون على قانون الحجاب الإجباري وأن أقلية محدودة هي التي ترفض هذا القانون وتعارضه.
وفي موضوع آخر نلاحظ استمرار حالات التسمم في المدارس، حيث سجلت إيران يوم أمس السبت 8 أبريل في عدد من مدنها وقوع حالات تسمم في المدارس، وهو ما دفع صحيفة "اطلاعات" إلى انتقاد مواقف وإجراءات الحكومة، حيث ادعت قبل عطلة بداية العام الجديد في إيران بأنها اعتقلت الأفراد والمتورطين في أحداث التسميم لكن تبين أنه لا صحة لهذه الادعاءات وأن تسميم البنات لا يزال مستمرا على قدم وساق.
وفي سياق منفصل انتقدت صحيفة "جمله" التناقض بين قول السلطة القضائية وعملها، حيث يخرج رئيسها غلام حسين محسني إيجه إي، المعين من قبل خامنئي، ويصرح بانفتاح السلطات وتحديدا القضاء على المتظاهرين والمنتقدين لسلوك النظام، لكن عكس ذلك يحدث عند الممارسة، حيث تستمر عناصر السلطة القضائية باعتقال المعارضين، و"هو ما يجعل كلام رئيس السلطة القضائية لا ينسجم مع أفعال جهاز القضاء".
وفي هذا الخصوص كذلك نشرت صحيفة "اعتماد" مقالا بعنوان "لعبة العفو الخطرة"، أشارت خلاله إلى استمرار الإجراءات القضائية للمعتقلين في الاحتجاجات الشعبية الأخيرة. وأكدت أن ما وصف بـ"العفو الواسع" من قبل المرشد الإيراني، علي خامنئي، "شكلي وكاذب".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": الدعوة إلى مواجهة خلع الحجاب وتشبيه غير المحجبات بـ"الواجسيس ومهربي المخدرات"
شبه حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي النساء غير المحجاب بمهربي المخدرات والجواسيس. وقال إنه يجب مواجهة هؤلاء الأفراد على هيئة واحدة، قائلا: "يجب مواجهة جميع هؤلاء سواء النساء المخدوعات اللائي يقمن بخلع حجابهن أو أولئك الجواسيس الذين ينفذون سياسة الأعداء في موضوع الحجاب".
ورأى شريعتمداري أن طريق الوقاية السليم والضروري لتجنب اتساع ظاهرة خلع الحجاب في إيران هو مواجهة حالات خلع الحجاب التي تقوم بها النساء تمردا على قوانين النظام.
وزعم الكاتب المعروف بتشدده أن بعضا من غير المحجبات يقمن بخلع حجابهن كمهمة أمنية ينفذتها عن قصد بعد أن يحصلن على التعليمات من الخارج، كما زعم أن البعض "مخدوعات" لكن مع ذلك، فإن هذا الانخداع لا يعطي مبررا للتساهل معهن وتجنب مواجهتهن ومعاقبتهن.
وتوعد الكاتب بشكل غير مباشر هؤلاء الأفراد المعارضين للحجاب الإجباري، وقال إن النظام يخوض حرب الحجاب، مضيفا: "نحن أي النظام الإسلامي كانت له بضاعة غالية الثمن وقد سرقت منه، والآن أصبحنا جاهزين لاستعادة هذه البضاعة".
"اعتماد": يجب إجراء استطلاع رأي حول الموقف الشعبي من الحجاب الإجباري
قال الكاتب والناشط الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" إنه من الضروري معرفة موقف الرأي العام في إيران حول مسألة الحجاب بعد تزايد الخلافات حوله وادعاء كل طرف بأنه يتحدث على لسان الأكثرية الساحقة في البلاد.
وشكك الكاتب في رواية النظام حول رغبة أكثرية الإيرانيين ببقاء قانون الحجاب الإجباري، وقال إنهم لو كانوا واثقين حقا من هذه الادعاءات فليجروا استطلاع رأي شامل لمعرفة الحقيقة.
وراى عبدي أن أكثرية الشعب الإيراني حتى لو كان مؤمنا بأن الحجاب هو واجب شرعي لكنه لا يؤمن بضرورة وجود قانون يجبر الناس على الالتزام به، موضحا أنه من الخطأ وصف عدم الحجاب بمعاداة النظام أو العداء معه.
"جمهوري إسلامي": استمروا في طريق التقارب مع السعودية
دعت صحيفة "جمهوري إسلامي" قيادة النظام في إيران على انتهاج الطريق المسالم في التعامل مع دول الجوار، وشجعت قرار عودة العلاقات مع الرياض، وكتبت في مقالها الذي عنونته بــ"سيروا على هذه الخطى": "استمروا في هذا النهج وأوقفوا حرب اليمن. إذا واصل قادة النظام الإيراني هذا النهج الذي يسلكونه مع المملكة العربية السعودية وعمموه على المستوى الدولي فإن منافع كثيرة سيجنيها الإيرانيون وشعوب المنطقة".
وقالت الصحيفة إن "الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني كان يدرك أهمية وجود علاقات حسنة مع السعودية، لهذا بذل جهودا حثيثة لتحقيق مصالحة شاملة، لكن المتطرفين في الداخل الإيراني أفسدوا هذه الجهود وتسببوا في انقطاع العلاقات بين البلدين، الأمر الذي أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".