بعد قرابة أسبوعين من الإجازة وعدم النشر، بداية العام الإيراني الجديد، عادت الصحف اليومية للصدور من جديد اليوم الاثنين 3 أبريل (نيسان) 2023، لتغطي كثيرا من التطورات في بلاد تعودت على كثرة الأخبار والأحداث داخليا وخارجيا.
وبين تقارير عن الوضع الاقتصادي وتوقعات حول الوضع المستقبلي للبلاد في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ سنوات، نلاحظ كذلك اهتمام هذه الصحف بالأوضاع الاجتماعية الناجمة عن الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في العام الإيراني الماضي (انتهى 20 مارس/آذار الماضي) إذ بات من الشائع في إيران بعد الاحتجاجات الأخيرة رؤية نساء غير مرتديات للحجاب الإجباري وذلك بعد حادثة مقتل مهسا أميني التي قتلت في مركز لشرطة الأخلاق بسبب الحجاب.
الصحف أشارت كذلك إلى موضوع اعتداء أحد عناصر الباسيج في مدينة مشهد، شمال شرقي إيران، على امرأتين بسبب رفضهما الحجاب الاجباري والهجوم عليها بعلبة من الزبادي، وهو ما أثار جدلا واسعا وانتقادات لمواقف النظام حيال الموضوع، وقد دفع ذلك السلطات إلى اعتقال المعتدي بالإضافة إلى اعتقال السيدتين اللتين اتهمها النظام بانتهاك قانون الحجاب الإجباري.
صحيفة "مردم سالاري" لفتت إلى مواقف السلطات الحاكمة من الموضوع، مشيرة إلى بيان لوزارة الخارجية أكدت فيه إصرار السلطات على تنفيذ قانون الحجاب، مهما كان الثمن وربطت هذه المواقف المتصلبة من النظام بما يظهر من حالات ومواقف من مؤيدي الحجاب ضد معارضيه وهو ما يهدد السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي.
أما صحيفة "توسعه إيراني" فأكدت كذلك هذه العلاقة بين بيان وزارة الداخلية ومواقف المتشددين من النساء غير المحجبات وحذرت من استمرار الوضع الراهن، قائلة إن ما يقوم به أنصار النظام المتشددون في الشارع هو إشعال النار في مستودع من البارود، معتبرة أن المجتمع الإيراني اليوم يغلي وقد ينفجر في كل لحظة بفعل ما يقوم به هؤلاء المتشددون من مضايقات بحق المواطنين الآخرين.
صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية قالت بدورها إن النظام يقوم حاليا بترسيخ الاستقطاب في إيران، حيث تساهم أفعاله ومواقفه من الموضوع في توسيع حالة الاستقطاب في المجتمع.
ومن الموضوعات الأخرى التي حظيت اليوم كذلك باهتمام الصحف الإيرانية في أول يوم نشر لها في العام الإيراني الجديد هو العلاقات الخارجية لإيران، لاسيما بعد التحركات الدبلوماسية الأخيرة والتوقعات بحدوث انفراجة في العلاقة بين طهران والرياض عقب إبرام اتفاق بين البلدين برعاية صينية.
وأشارت صحيفة "آفتاب يزد" إلى هذه التطورات وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "الحكومة أدركت أنه لا يمكن إدارة أوضاع البلاد في الداخل دون النظر إلى آثار السياسة الخارجية".
صحيفة "ستاره صبح" أكدت ضرورة تغيير النظرة الشاملة لسياسات النظام داخليا وخارجيا إذا ما أريد التغلب على المشاكل في البلاد في عامها الجديد، وعنونت في المانشيت: "تغيير السياسة الداخلية والخارجية شرط لتحقيق شعار العام الجديد".
يذكر أن المرشد خامنئي أطلق على العام الإيراني الجديد اسم "مواجهة التضخم والعمل على زيلدة الإنتاج" في إقرار منه بوجود أزمة مستفحلة في الاقتصاد الإيراني جراء التضخم الكبير.
وفي شأن آخر، أشارت صحيفة "كيهان" إلى مقتل مستشارين عسكريين لإيران في غارة جوية لإسرائيل في أحدث تطورات الصراع بين إيران وإسرائيل، وهو ما يؤشر إلى احتمالية انخراط البلدين في مزيد من التصعيد والمواجهة مستقبلا.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"توسعه إيراني": قوانين النظام حول الحجاب الإجباري ستضاعف الشرخ المجتمعي
قال الخبير الاجتماعي أمان الله قرائي مقدم، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "توسعه إيراني"، إن المجتمع الإيراني لا يزال يعيش حالة الاحتقان التي نجمت عن احتجاجات مهسا أميني، مؤكدا أن قوانين النظام الجديدة والإعلان عن تجريم أفعال تتعلق بالحجاب لن تحقق هدف النظام، وإنما ستضاعف من حجم الشرخ بين أبناء المجتمع الواحد.
وأضاف الكاتب أن المجتمع في إيران يعيش مرحلة "تغيير الأفكار"، وأن مضايقات الحكومة وتجاهلها لهذه التحولات الاجتماعية سيعود بالضرر على النظام الحاكم نفسه.
"هم ميهن": من يزرع الريح يحصد العاصفة
قال رئيس تحرير صحيفة "هم ميهن"، تعليقا على اعتداء أحد أنصار النظام على سيدتين لم يرتديا الحجاب الإجباري، إنه وفي حال استمرت سياسات النظام على وضعها الراهن فإن الوضع سيتفاقم أكثر في المستقبل. وكتب حول الموضوع: "إذا استمرت الحكومة بتصنيف نفسها ضمن أطراف الصراع، واعتبرت (الجمهورية الإسلامية) نفسها (جمهورية المؤمنين) فقط فإنها ستمهد بذلك لأحداث قد لا تقتصر على قصة الاعتداء بالزبادي على السيدتين".
وتابع الكاتب: "النظام الذي لا يعترف بوجود الفروق والاختلافات الاجتماعية ويعتبر أن كل خلاف موضوع سياسي أو أمني من الطبيعي أن ينخرط مثل هذا النظام في مواجهة مع شعبه، ومن يزرع الريح يحصد العاصفة".
"خراسان": الاتفاق النووي في العام الإيراني الجديد.. التوصل إلى حل أم إعادة العقوبات؟
صحيفة "خراسان" الأصولية علقت على ما ينتظر الاتفاق النووي من تطورات في العام الجديد، وقالت إن العام الإيراني الجديد هو العام الثامن من عمر الاتفاق النووي، وهو سيكون حاسما لمستقبل هذا الاتفاق، فإذا ما حُلت القضايا الخلافية بين الأطراف فإننا سنشهد لجوء الدول الغربية إلى تفعيل "آلية الزناد" وإعادة العقوبات الدولية ضد إيران.
ونوهت الصحيفة إلى أنه وبنهاية هذا العام هناك الكثير من اللوائح والقرارات سينتهي مفعولها، مثل القيود المفروضة على بيع الأسلحة لإيران كقرار مجلس الأمن رقم 2231، بالإضافة إلى العقوبات الأوروبية حول حظر الأسلحة على إيران.
كما أشارت الصحيفة إلى ما توصلت إليه إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل شهر من اتفاق، حيث ينص الاتفاق المبدئي على ضرورة حل ملف المواقع الثلاثة المشبوهة بعد زيارة مفتشي الوكالة لإيران خلال الفترة القريبة المقبلة.