يومان بقيا على انتهاء العام الإيراني الحالي والدخول في عام جديد، وهو ما دفع العديد من الصحف الصادرة اليوم السبت إلى تخصيص تقارير ومقالات للحديث عن العام الذي أوشك على الانتهاء والتكهنات بشأن ما ينتظر إيران في عامها المقبل.
صحيفة "جهان صنعت" لخصت العام الإيراني الحالي وما جرى فيه من أحداث كثيرة بعبارة "عام صعب"، وأشارت إلى الغلاء الذي ضرب الأسواق بشكل غير مسبوق، وحادثة مقتل مهسا أميني وما فجرته من احتجاجات غير مسبوقة انتهت بمقتل المئات، ثم أحداث تسميم الطالبات المشبوهة، كلها جعلت العام الموشك على الانتهاء جديرا بصفة "الصعوبة" التي أطلقتها الصحيفة عليه.
كما اعتبرت الصحيفة أن هذا العام هو عام "زيادة الشرخ بين النظام والشعب" بحيث أصبح الناس لا يثقون بكل ما يصدر عن الحكومة، كما أن الحكومة باتت تتصف بفقدان الخطة لاستعادة هذه الثقة المفقودة، وختمت بأن عام 1401 الإيراني كان عاما "كارثيا" على الشعب من الناحية الاقتصادية.
أما صحيفة "آفتاب يزد" فأشارت إلى الغلاء في الأيام الأخيرة من العام الإيراني، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "الأيام المرة من انفجار الأسعار على أعتاب العام الجديد".
فيما اختارت "خراسان" عنوان: "عام كثير الأحداث"، في وصف العام الإيراني الجاري، واستخدمت "اقتصاد ملي" عنوان: "عام انفجار الأسعار".
أما الصحف المقربة من النظام، فتحاول التغاضي عن هذه القضايا والتطرق إلى موضوعات أخرى مثل علاقات إيران بدول الجوار والتي رأت فيها أنها بدأت تشكل مسارا إيجابيا وانفراجة كبيرة بعد الاتفاق مع المملكة العربية السعودية.
وعلقت صحيفة "آرمان ملي" على تحركات أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي وقع على الاتفاق مع الرياض، وتوجه قبل يومين إلى دولة الإمارات للتوقيع على اتفاقيات مع أبوظبي، كما أنه من المقرر أن يزور بغداد في الأيام القادمة للتوقيع على اتفاقيات مشابهة. وتساءلت الصحيفة عن دور وزارة الخارجية في كل هذه الأحداث وخصصت عنوانها الرئيسي لذلك، وكتبت: "السياسة الخارجية بيد من؟".
وفي شأن منفصل، هاجمت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي مشاهير الفن والسينما والرياضة في إيران، وذلك خلال تحليل لها للأحداث التي شهدها العام الجاري في البلاد، ولفتت إلى دعم هؤلاء المشاهير للمظاهرات التي أعقبت حادثة مقتل مهسا أميني.
ووصفت الصحيفة هؤلاء المشاهير بـ"المرائين"، وقالت إن هؤلاء الأفراد هم شريحة محسوبة على النظام بشكل كامل، لأنهم يأخذون الميزانيات من النظام ثم ينالون الشهرة والسمعة، وبذلك يكونون مدينين للنظام ولا يحق لهم الاحتجاج ودعم المتظاهرين.
كما خصصت هذه الصحف صفحات مطولة للحديث عن الاحتجاجات في فرنسا، ودافعت عنها بكل حماس، ناشرة صورا من الاحتجاجات وأعمال الحرق والتخريب التي رافقت هذه المظاهرات بعد أن كانت تهاجم كل أشكال التظاهر في إيران وتعتبرها أعمالا تخريبية تخل بالأمن والاستقرار في البلاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"آرمان ملي": مَن يقود السياسة الخارجية في إيران؟
سلطت صحيفة "آرمان ملي" الضوء على التحركات الدبلوماسية التي يقوم بها سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، وزياراته إلى دول المنطقة، بهدف تحسين علاقات إيران الخارجية بعد قطيعة استمرت لسنوات، على خلفية أحداث نفذها المتشددون تجاه سفارات وقنصليات عدد من الدول، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
ورغم تقييمها الإيجابي لنتائج هذه الإجراءات إلا أن الصحيفة تساءلت عن سبب إناطة هذه التحركات بأمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني وليس وزير الخارجية، وهو المتعارف عليه في العالم، وقالت الصحيفة إن قيام شمخاني بهذه التحركات يثير تساؤلا ملحا عن سبب إقصاء وزارة الخارجية من تولي هذه الملفات.
وأوضحت الصحيفة أن تحركات شمخاني تعزز فرضية أن النظام لم يعد يقيم أداء وزارة الخارجية بشكل جيد مما جعله يقصي وزير الخارجية ويكلف شمخاني بتولي الأمر.
كما لفتت الصحيفة إلى محاولات وزارة الخارجية تبرير الأمر والادعاء بأن كل شيء يجري بتنسيق معها، وأنها ليست مقصية تماما، وقالت إن هذه التصريحات والمواقف من الخارجية لا تزيل الآثار السلبية التي لحقت بوزارة الخارجية ومكانتها في العلاقات الدبلوماسية بين إيران ودول العالم.
"آرمان امروز": إيران "تخلع أثوابها" السابقة في التعامل مع الملفات الخارجية
أما صحيفة "آرمان امروز" فنشرت تحليلا للباحث الإيراني صابر غل عنبري تحدث فيه عن تغيير بدأ يطرأ على طبيعة السياسة التي تنتهجها إيران في علاقاتها مع دول المنطقة مدعيا أن إيران بدأت بـ"خلق الأثواب السابقة وارتداء أثواب جديدة".
وقال غل عنبري إن بعض التحليلات في إيران تذهب في الاتجاه الخاطئ عند تقييمها لموقف السعودية من الاتفاق، حيث تدعي هذه التحليلات أن الرياض بدأت تبتعد عن واشنطن وتقترب من الصين، وهذا- حسب قراءة الباحث- تحليل قاصر، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأميركية غير مستاءة من الاتفاق، وإلا لعملت على عرقلته، وأوضح أنه يوجد نوع من التنسيق المسبق بين المملكة العربية السعودية وحليفتها الاسراتيجية الولايات المتحدة الأميركية في هذا الاتفاق.
أما عن إيران، فقال الكاتب إن الأحداث التي شهدتها في الأعوام الماضية والضغوط التي تحملتها في هذه الفترة دفعتها بتغيير نهجها في سياساتها الخارجية، وقد خولت أمين عام مجلس الأمن القومي علي شمخاني للقيام بهذه المهمة.
"اقتصاد بويا": فقدان التوازن بين الدخل والتكاليف المعيشية للإيرانيين
في شأن اقتصادي، أشارت صحيفة "اقتصاد بويا" إلى زيادة الفقر في إيران على خلفية الغلاء الرهيب الذي تشهده الأسواق والتراجع المستمر للقدرة الشرائية للمواطن. وتوقعت الصحيفة أن تستمر الأسعار في الارتفاع في الفترة المقبلة في ظل فقدان الحكومة لخطة واضحة المعالم للتعامل مع الأزمات.
ولفتت الصحيفة إلى قرار المجلس الأعلى للعمل في إيران، حيث حدد المجلس سعر السلة المعيشية للعمال بـ13 مليونا و900 ألف تومان، لكن تكاليف المعيشة للأسرة الواحدة تتجاوز 15 مليون تومان، مما يفرض ضرورة أن يحدد السقف للسلة المعيشية بأكثر من 18 مليون تومان كما جاء في الصحيفة.