تنوعت القضايا والمحاور التي اهتمت بها صحف إيران الصادرة اليوم، الأربعاء 15 مارس (آذار)، ودار معظمها حول مستقبل الاقتصاد الإيراني وتأثير تحرك طهران لإعادة العلاقات مع الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، على المشهد الإقليمي.
ونقلت صحيفة "ستاره صبح" عن خبراء قولهم إن "تطبيع العلاقات" بين إيران والدول العربية سيساهم في إحياء الاتفاق النووي بشكل ملحوظ، فيما تساءلت صحيفة "وطن أمروز" عما إذا كان سيتم الإلهام من الاتفاق بين إيران والسعودية للتوصل إلى اتفاق مماثل بين روسيا وأوكرانيا بوساطة من بكين كما فعلت مع طهران والرياض.
أما صحيفة "سياست روز" الأصولية فادعت أنه وبعد التوصل إلى اتفاق مع المملكة العربية السعودية سيتم العمل على بدء مفاوضات لاستئناف العلاقات بين طهران وكل من القاهرة والمنامة.
في شأن آخر تطرقت صحف مختلفة إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية في البلاد، وذكرت صحيفة "نقش اقتصاد" 4 سيناريوهات قد يشهد الاقتصاد الإيراني أحدها في المستقبل، وخلصت إلى أن أفضل السيناريوهات التي قد تحدث للاقتصاد الإيراني هو أن يعود إلى ما كان عليه قبل 5 سنوات.
في شأن آخر تطرقت صحيفة "شرق" و"اعتماد" إلى موضوع "الحجاب الإجباري"، وعلى الرغم من أن حادثة مقتل مهسا أميني التي حدثت بسبب هذا الموضوع لم يمر عليها وقت طويل، إلا أن المتشددين في البرلمان يحاولون أن يمضوا قدما في سن قوانين جديدة للحجاب الإجباري تعاقب كل من ينتهك هذا القانون.
وانتقدت الصحيفتان ما سمته "أساليب القهر" في فرض موضوع ثقافي على المجتمع، ونقلت الصحيفة كلام الخبراء والمحللين المختصين الذين قالوا إن الحجاب يندرج ضمن القضايا الثقافية التي ستأتي بنتائج عكسية لو أريد فرضها بشكل قهري، وباستخدام أساليب القوة والإجبار.
في موضوع آخر انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" تبني سياسة "الغموض" والبعد عن الشفافية في السياسات التي يعتمدها النظام الإيراني خلال العقود الأخيرة، موضحة أن تأثير هذا الغموض ينعكس سريعا على انعدام الثقة لدى المواطنين تجاه المسؤولين وصناع القرار.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين في إيران يعطون وعودا بتحسين وضع العملة فيحدث العكس بعد أيام، ويعطون وعودا بخفض الأسعار، فنشهد في المقابل الغلاء وارتفاع الأسعار.
في موضوع منفصل نقلت بعض الصحف، مثل "آرمان ملي"، التصريح المثير للجدل للنائب في البرلمان مهرداد ويس كرمي، حول موضوع فرض القيود على الإنترنت، حيث قال إنه شرع في الحديث عن هذا الموضوع ومتابعته "بعد أن استخار الله وأظهرت الاستخارة أن الأمر حسن"، وهو ما جعل كثير من الإيرانيين ينتقدون هذه النظرة والطريقة في التعامل مع القضايا المهمة في البلاد.
وعنونت صحيفة "آرمان ملي" أحد تقاريرها بالقول: "التقييد بالاستخارة". في إشارة إلى محاولات تقييد الإنترنت من قبل التيار المتشدد في إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": إصرار البرلمان على تمرير قوانين حول "الحجاب الإجباري" بمثابة صب الزيت على النار
دافع البرلماني الأصولي، أحمد راستينه، في مقابلة مع صحيفة "شرق" عن عزم البرلمان تمرير قوانين تجرم من ينتهك قانون الحجاب، مدعيا أن نسبة قليلة من الإيرانيات هي التي ترفض الحجاب، ويجب الوقوف بوجه هذه الفئة القليلة وإجبارها على الالتزام بقانون الحجاب الإجباري.
أما البرلماني الإصلاحي، مسعود بزشكيان، فقال للصحيفة إن المجتمعات لا تطيع لغة التهديد، ومثل هذه القوانين والإجراءات لفرض الحجاب الإجباري على النساء بمثابة صب الزيت على النار، لا سيما أن نسبة كبيرة من الإيرانيين باتوا اليوم غير راضين عن سلوك وممارسات السلطات.
كما قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، شهريار حيدري، إن البرلمان والحكومة الإيرانية ليس لديهما إدراك صحيح لواقع المجتمع الإيراني، وأثبتت التجارب أنه أينما مورس القهر والإجبار رأينا نتائج عكسية، والنظام عاجز عن إقناع المجتمع بموضوع "الحجاب الإجباري"، لأنه يعتمد على أساليب قهرية حصرا.
"هم ميهن": الصحافيون عاشوا عاما صعبا في إيران وشعبية الإعلام الرسمي تتراجع بشكل كبير
في شأن آخر سلطت صحيفة "هم ميهن" الضوء على التضييق والضغوط التي يتعرض لها الصحافيون والإعلاميون في إيران، وأجرت مقابلات مع عدد منهم، والذين أكدوا للصحيفة إنهم وفي ظل الظروف الراهنة في البلاد باتوا مصابين باليأس والتوتر والشعور بالفراغ، وأوضحوا أن الإقبال الشعبي إزاء الإعلام الرسمي تراجع بشكل ملحوظ، كما تراجعت نسبة حرية التعبير في مقابل مضاعفة القيود من جهة، والعجز عن الأداء بالواجب الاجتماعي من قبل الصحافيين والإعلاميين من جهة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى اعتقال 100 صحافي وإعلامي في الشهور الأخيرة كما تم توقف عمل 3 صحف شهيرة.
وأجرت الصحيفة استطلاع رأي شمل 50 صحافيا أجابوا فيه عن أسئلة الصحيفة، وأكدوا أنهم عاشوا عاما صعبا وكثير الأحداث.
وذكرت الصحيفة أنه ووفقا لاستطلاع رأيها فإن الضغوط والتهديدات الممارسة ضد الصحافيين كانت ذات نتائج سلبية، حيث بدأ 28 من الصحافيين المستطلعة آراؤهم يفكرون في تغيير مهنتهم، ومع ذلك فلا يزال 92% من هؤلاء يؤمنون برسالة الصحافة والإعلام، ويؤكدون على ضرورة الحفاظ على طبيعة المهنة ومتطلباتها.
"آرمان ملي": الاتفاق بين إيران والسعودية سيغير الوضع الجيوسياسي في المنطقة
في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" أشار الكاتب والمحلل السياسي، علي بيكدلي، إلى الاتفاق الأخير بين طهران والرياض، وقال إن "الاتفاق بين البلدين سيغير الوضع الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط"، داعيا حكام بلاده للعمل على تحسين علاقات طهران بكل من القاهرة وعمان حيث إن ذلك سيساهم أيضا في تحسين الوضع بالنسبة لطهران.
وأوضح الكاتب أن مطلب الدول العربية هو حل قضية إيران النووية، بحيث لا يبقى خطر عليها ولا تشعر بقلق مستمر حيال الموضوع.
وعن الاتفاق بين طهران والرياض، قال بيكدلي إن "الاتفاق من الناحية الأمنية كان في صالح إيران، لكن من الناحية الاقتصادية والسیاسیة فإن السعودية هي الرابح الأكبر"، منه حسب قراءة الكاتب.