حُدد موعد الزيارة المقررة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى إيران لتكون طهران على موعد غد الجمعة مع زيارة المسؤول الأممي بأمل التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يعطي الآمال للنظام الإيراني بالتخلص من الأزمة الاقتصادية.
لكن هل تكلل هذه الزيارة بالنجاح؟ هل تكون كسابقاتها مكتفية ببيان يوضح النقاشات التي دارت بين الأطراف؟ أم ستكون ذات نتائج وآثار ملموسة؟ بهذه الأسئلة قدمت صحف إيران، اليوم الخميس 2 مارس (آذار)، تغطيتها للزيارة ووصفتها صحيفة "آرمان امروز" بـ"الزيارة المصيرية"، وقالت إنها يمكن أن ترسم معالم السياسة الخارجية لإيران خلال الشهور المقبلة، إذ إنه لو منيت بالفشل فذلك يعني مزيدا من التصعيد والتوتر في علاقات إيران الخارجية.
وعنونت "جمله" بـ"هذه الزيارة قد تكون عاملا في حل عقدة المفاوضات النووية"، وهو تصريح مقتضب من كلام رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي.
وفي سياق متصل هاجمت صحيفة "وطن أمروز"، المقربة من الحرس الثوري، الوكالة الدولية ومديرها العام رافائيل غروسي بعد نشر تقرير للوكالة أظهر أن مفتشي هذه المنظمة وجدوا جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة 83.7% في منشآت فوردو.
كما أفادت "رويترز" أن الوكالة تتفاوض مع إيران حول منشأ هذه الجسيمات.
من الموضوعات الأخرى التي حظيت باهتمام الصحف كذلك هو موضوع تفاقم حالات التسمم، أمس الأربعاء، حيث شهد العديد من مدارس البنات في أردبيل وطهران وأصفهان (قدرت بـ26 مدرسة) حالات تسمم جديدة، وسط هلع الأهالي وخوفهم على سلامة بناتهم، ما دفعهم بترديد شعارات مناهضة للنظام وحملوه مسؤولية سلامة أطفالهم.
وعنونت صحيفة "شروع" حول هذا الموضوع وكتبت: "أهالي طالبات المدارس في هلع جراء التسمم المستمر"، واستخدمت "شهروند" عنوان: "خوف ورعب في صفوف المدرسة"، لكن أيا من الصحف التي صدرت اليوم لم تشر من بعيد ولا قريب إلى الاحتجاجات التي شهدتها بعض المدن، عندما بدأ أهالي الطالبات بالتجمع أمام بوابات المدارس مرددين شعارات مناهضة للنظام، واتهموا السلطات بالعجز والتقصير في توفير الأمن والسلامة لبناتهم.
في موضوع منفصل علقت صحف أخرى على التوتر المتزايد بين إيران وألمانيا بعد قرار برلين قبل أيام طرد دبلوماسيين إيرانيين لديها، لترد طهران أمس الأربعاء بخطوة مماثلة وتأمر مسؤولين ألمانيين بمغادرة أراضيها.
ودافعت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، عن قرار إيران هذا واتهمت ألمانيا بأنها لعبت دورا كبيرا في الضغوط التي مورست على طهران خلال الاحتجاجات الأخيرة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": يجب استغلال زيارة غروسي إلى طهران رغم تضاؤل فرص نجاحها
رغم تشاؤمها تجاه الزيارة المرتقبة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران، إلا أن صحيفة "اعتماد" دعت النظام الإيراني إلى استغلال الفرصة الصغيرة هذه لحيلولة دون صدور قرار ضد إيران في الأيام القادمة، وقالت: "على الرغم من أنه لا يبدو أن الزيارة المرتقبة لغروسي والتي ستستغرق يوما واحدا ستحقق النتائج المرجوة، إلا أنه يجب على طهران استغلال هذه الفرصة لمنع صدور قرار في اجتماع مجلس محافظي الوكالة المقرر يوم الإثنين المقبل".
وأضافت الصحيفة أن إدارة الخلاف الموجود بين إيران والوكالة الدولية بشكل ناجح من شأنه أن يمهد المناخ الدولي لإحياء المفاوضات النووية وشراء مزيد من الوقت لصالح طهران.
"كيهان": أضرار اقتصادية جمة ستلحق بالاقتصاد الإيراني إذا تم التطبيع مع الدول الغربية
أما كاتب صحيفة "كيهان"، كمال أحمدي، فقد هاجم الذين يدعون إلى التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية لحل أزمة الاتفاق النووي، بحجة أنه الطريق الوحيد لإنقاذ العملة الإيرانية من الانهيار، وقال إن هؤلاء يحاولون حرف الحقائق وتزييف الواقع، إذ إن إحياء الاتفاق النووي لن يكون عاملا أساسيا في استقرار العملة الإيرانية، وإن الحل- حسب كاتب الصحيفة- يكمن في "الاعتماد على الإجراءات الكبرى في الداخل".
أما عن طبيعة هذه الإجراءات فلم يبينها الكاتب، واكتفى أنه يمكن لإيران أن تتبنى نهج روسيا في عدم الاعتماد على الدولار الأميركي في تعاملاتها الدولية.
وقال الكاتب في هذا الخصوص: "خفض نسبة اعتماد الاقتصاد على العملة الأجنبية لا سيما عملة عدو كالولايات المتحدة الأميركية هو من ضمن هذه الإجراءات التي يجب على صناع القرار في إيران القيام بها عبر تبني سياسة مدونة وعملية في هذا المجال".
"اطلاعات": أوضاع الناس ليست بخير والعقوبات تؤثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي
أما صحيفة "اطلاعات" فأشارت إلى الأوضاع الاقتصادية في البلاد وكتبت: "هذه الأيام نلاحظ أن أوضاع السوق ومشاغل الناس ليست بخير، والناس أيضا ليسوا بخير بسبب الضغوط المضاعفة عليهم"، مضيفة: بعد مرور 18 شهرا من وصول حكومة رئيسي إلى الحكم تبين بما لا يدع للشك مجالا أنه خلافا للادعاءات السابقة فإن العقوبات الاقتصادية لها تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني، وإن الحكومة لا تزال عاجزة عن إزالة هذه العقوبات وإنهائها.
وتابعت الصحيفة: حتى لو قبلنا جدلا أنه يمكن تخفيف آثار العقوبات والحد من تبعاتها إلا أننا لابد أن نقبل أنه وفي ظل وجود هؤلاء المدراء والمسؤولين والأساليب المتبعة لا يمكن لنا بأي شكل من الأشكال تحقيق هذه الغاية.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول: يجب التوقف عن تكرار الأساليب التي سبق أن تبين خطؤها، وأن تبذل الجهود والمساعي الجادة لإنهاء مخاوف المواطنين تجاه أزمة الغلاء والمعيشة.